أعلنها ليلة طرب وجداني وتواصل مباشر مع الجمهور.. تغنى بمعاني الحرية والحب والأخوة، وبحب الله تعالى ونبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم .. عبر أكثر من مرة عن عشقه لمدينة طنجة، ووعد جمهور مولدياتها بأداء فني قريب باللهجة المغربية. فكان أن بادله جمهور "مولديات البوغاز" يتجاوب كبير، اعترف أنه فاق توقعاته. إنه الفنان العالمي ماهر زين، الذي كان ماهرا جدا في إثارة حماس جمهور السهرة الختامية للمهرجان الدولي للمديح والسماع بطنجة في دورته الأولى مساء السبت، عندما أدى مجموعة متنوعة من ألبوماته الغنائية، بمواضيعها المتنوعة، التي تفاعل معها الجمهور الغفير بحرارة كانت تهز بين الفينة والاخرى مدرجات القاعة المغطاة "الزياتن".
الفنان السويدي من أصل لبناني، وأمام قرابة 4000 متفرج، كان بينهم شخصيات عمومية أبرزها فؤاد العماري، عمدة مدينة طنجة، ومحمد نجيب بوليف، الوزير المنتدب المكلف بقطاع النقل، بدا حريصا على التذكير بأن زوجته "طنجاوية"، مما يجعل لمدينة طنجة مكانة كبيرة في قلبه، حسب ما جاء على لسانه، لكن المفاجأة التي ستلهب القاعة بالتصفيق والهتافات، كانت إعلان ماهر زين عن تفكيره في أداء أغنية باللهجة المغربية. وبدا أن غناء ماهر زين لفترة زمنية ناهزت الساعتين، لم تكن كافية بالنسبة للجمهور، ولعل هذا هو السبب الذي جعل أصوات المتفرجين ترتفع إلحاحا على تقديم معشوقهم للمزيد من وصلاته الغنائية، فكان لهم ما أرادوا، وبالتالي ختم ماهر زين أولى حفلاته في مدينة طنجة، بمقطوعة " مولاي صلي" في إصدارها الإنجليزي. وكان حفل اختتام الدورة الأولى من المهرجان الدولي للمديح والسماع، المنظمة من 20 إلى 22 فبراير، قد افتتحه الفنان الطنجاوي، مروان الهنا، الذي برهن هو الآخر على صحة مساره الفني، عندما أتحف جمهور المهرجان بباقات إنشادية متنوعة، جمع خلالها قطوفا مما أبدعته قريحته الفنية مع مأثورات صوفية مغربية ومشرقية أضفى عليها توزيعا عصريا، استطاع بواسطته أن ينتزع تجاوبا كبيرا من طرف جمهور هذا الحفل المولدي الكبير. وبهذا الحفل الكبير، يؤكد المهرجان الدولي الأول للمديح والسماع، أهليته للمساهمة في تحقيق إقلاع ثقافي حقيقي لمدينة طنجة، بعدما كسب رهان استقطاب أسماء فنية عالمية دون تجاوز العنصر المحلي، الذي سطع نجمه بقوة مع أسماء كبيرة بداية من الفنان سعيد بلقاضي وانتهاء بالفنان مروان الهنا. ويهدف المهرجان الدولي للمديح والسماع (مولديات البوغاز)، إلى الحفاظ على تقليد يحفظ للهوية المغربية وفير ثرائها ويصون للموروث ما يستحقه من عناية وكبير انتباه من خلال أنشطة تجمع بين الثقافة والفن الراقي وبعض الطقوس الدينية التي تنسج علائق وثيقة بين ماض مجيد وحاضر يتطلع للأفضل.