عاش البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد وصيف بطل الدوري الاسباني لكرة القدم الذي حصل على جائزة الكرة الذهبية "فيفا" الاثنين امسية كبيرة وفرحة لا توصف. وحضر رونالدو (28 عاما) الى زيوريخ برفقة 7 من افراد عائلته وكأنه يعرف مسبقا انه الفائز بالجائزة لان هذا الامر لم يحصل سابقا عندما كان في القائمة النهائية للمرشحين، اضافة الى حضور التلفزيون الخاص بنادي ريال مدريد. والمح الملك البرازيلي بيليه الذي حصل على جائزة عبارة عن كرة ذهبية شرفية، لدى وصوله الى زيوريخ الى ان رونالدو "سيتوج" للمرة الثانية بعد 2008. وكانت المعطيات تشير الى ان الاختيار سيقع على رونالدو بعد قرار الفيفا بتمديد باب التصويت حتى 29 تشرين الثاني/نوفمبر ما سمح بشكل او باخر الى اخذ ثلاثية رونالدو في مرمى السويد في الملحق المؤهل الى مونديال 2014 في عين الاعتبار. وبرر متحدث باسم الفيفا قرار التمديد بان الاتحاد الدولي تلقى عددا قليلا من تصويت المشاركين (مدربو وقادة المنتخبات الوطنية وصحافيون) بتاريخ 15 تشرين الثاني/نوفمبر المهلة النهائية المحددة سابقا، موضحا ان بامكان الذين ادلوا بصوتهم القيام بالتعديل اذا ارادوا ذلك بعد المهلة الجديدة. ولم يخدم تمديد التصويت الفرنسي فرانك ريبيري على الاطلاق لانه لم يكن حاسما في الملحق وكان المدافع مامادو ساكو المنقذ لمنتخب "الديوك" بتسجيله هدفين في اياب الملحق في مرمى اوكرانيا. ونسبت الصحف الاسبانية اليوم الى رئيس نادي بايرن ميونيخ اولي هونيس حديثه عن "مؤامرة" اذا لم يفز ريبيري بالجائزة، وقوله "اعتقد بان بعض الاشخاص قاموا باشياء لكي لا يفوز". من جانبه، رد الفيفا اليوم على جميع التكهنات والتصريحات "ان الترتيب على حاله ولم يتغير رغم تمديد الفترة من 15 الى 29 تشرين الثاني:نوفمبر". وبرر مجددا هذا التمديد بالسبب الذي اورده سابقا وهو قلة المشاركة حيث كانت 50 في المئة في 15 ووصلت الى 88 في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، "لكن الترتيب على حاله لم يتغير". من عائلة متواضعة الى ملك الملاعب يتحدر كريستيانو رونالدو من عائلة متواضعة في مدينة ماديرا حيث اقيم مصنع للالبسة الداخلية تحمل اسمه ومتحف لتمجيده، واصبح حاليا "ملكا" دون منازع في ريال مدريد الذي انتقل اليه من مانشستر يونايتد عام 2008 مقابل 94 مليون يورو ليصبح آنذاك اللاعب الاغلى في العالم وفي تاريخ كرة القدم. وقال بعد مباراة ضد كرواتيا تم استهجانه فيها "اعتقد لتن الناس تحسدني لاني غني وجميل ولاعب كبير. ليس لدي اي تفسير آخر". ودفع رونالدو بعد ان ترك مسقط رأسه وانتقل للعب في لشبونة وهو في الثانية عشرة من عمره، ثمن "غطرسته" التي يبررها احيانا ب"رفضه للهزيمة". انه مهاجم كبير وصانع العاب مثلما هو هداف، ويعرف جيدا انه يملك موهبة نادرة وفنيات رائعة وسرعة مذهلة، ويمتدحه زملاؤه بانه جلاد على ارض الملعب. وتم اكتشاف مواهب رونالدو مع سبورتينغ لشبونة وضمه المدرب الاسكتلندي المحنك اليكس فيرغوسون الى مانشستر يونايتد مقابل 17 مليون يورو عام 2003. وبعد 6 اعوام زاد سعره 77 مليونا اضافيا لينتقل الى ريال مدريد واظهر تألقا نادرا نافس فيه الارجنتيني ليونيل ميسي نجم غريمه التقليدي برشلونة وحصل على الكرة الذهبية لاول مرة عام 2008 قبل ان تصبح من نصيب الارجنتيني في السنوات الاربع التالية. وبلغ رونالدو مرحلة النضوج مع مانشستر يونايتد وانضم الى مشاهير النادي الانكليزي الذين ارتدوا القميص رقم 7 ومنهم جورج بست والفرنسي اريك كانتونا. وشاهده عالم الكرة المستديرة يبكي في نهائي كأس اوروبا 2004 عندما خسرت البرتغال المضيفة امام اليونان (صفر-1)، فكانت اول فشل له مع المنتخب الذي هو قائده ولعب معه حتى الان 109 مباريات دولية سجل خلالها 47 هدفا. لكن الدموع والنهائيات الضائعة تكررت كما حصل في دوري ابطال اوروبا امام برشلونة وميسي عام 2009، وهذه الاخفاقات تعتبر قاسية جدا وموترة للبرتغالي. ورونالدو هو ضحية شخصيته وحياته كنجم فوق العادة خصوصا من خلال علاقته مع العارضة الروسية ايرينا شايك. وقد صدم اسبانيا بمعظمها في صيف 2012 عندما قال انه "حزين" مع ريال مريد، وهو موقف من قبل لاعب كرة قدم يملك الملايين فهم بشكل سيء في بلد يعاني من ازمة حقيقية وكبيرة. وفي ايلول/سبتمبر الماضي، ورغم الشائعات حول رحيله، مدد رونالدو عقده مع النادي الملكي حتى 2018 مقابل 21 مليون يورو في العام حسب الصحافة الاسبانية ما يجعل منه النجم المطلق في النادي وامام الويلزي غاريث بايل الذي انتقل الصيف الماضي من توتنهام الانكليزي مقابل مبلغ خيالي يتراوح بين 91 و100 مليون يورو. واصبح رونالدو اكثر نضوجا، واعترف بانه ارتكب "خطأ" واكد انه ينوي "اللعب مع هذا النادي ربما حتى نهاية مسيرتي". ودافع ريال مدريد بكامل اعضائه والمنتسبين اليه وانصاره عن رونالدو عندما اطلق رئيس الفيفا السويسري جوزيف بلاتر مزحة وصفع فيها ب"القائد العسكري في الميدان"، ودعمه ناديه بشكل مطلق في المنافسة على الكرة الذهبية. ويضاف كل ذلك الى موسم رائع سجل خلاله 69 هدفا في 59 مباراة، ونتائج جيدة جدا مع منتخب بلاده خصوصا في الملحق المؤهل الى نهائيات المونديال على حساب السويد ونجمها زلاتان ابراهيموفيتش بثلاثية رائعة هي التي على الارجح اعادته الى القمة واهدته الجائزة الثانية بعد 5 سنوات من الاولى. وقال رونالدو في هذا السياق قبل عدة اسابيع "اعرف اني اعيش على الارجح افضل فترة في مسيرتي". وردا على سؤال حول ما اذا كان افضل لاعب في العالم، اضاف رونالدو "اعتقد بانه ليس هذه السنة فقط".