يجري تحقيق أمني موسع بطنجة مع مستخدم بشركة «أوطاسا» الإسبانية، يعمل بميناء طنجة المتوسط، بعدما ضبطت الشرطة بحوزته غرامات قليلة من المخدرات كانت مخبأة وسط ربطة العنق، واتضح في ما بعد أن له سوابق في نقل المخدرات من الميناء إلى داخل البواخر العابرة لمضيق جبل طارق. وفجر المتهم مفاجأة غير متوقعة أثناء خضوعه للتحقيق، عندما اعترف بوجود عناصر أمنية تساعده على إدخال المخدرات إلى الميناء، والتوجه بها نحو مدخل الباخرة، ثم بعد ذلك يعمل على تسليمها إلى أشخاص آخرين. ودفعت هذه الاتهامات وكيل الملك إلى إصدار تعليماته للاستماع إلى العنصرين الأمنيين اللذين وجه إليهما المتهم الرئيسي اتهامات بتورطهما معه في تهريب المخدرات، غير أن عملية التحقيق مع الأمنيين لم تنطلق نظرا لعدم توصل وكيل الملك ببرقية تسمح بالاستماع إليهما من لدن الإدارة العامة للأمن الوطني. وكشفت اعترافات المتهم أنه كان ينقل كميات قليلة من المخدرات حتى لا تثير عملية إخفائها أي مشكلة، إذ كان يعمل على تخزينها حتى تزيد كميتها ثم بعد ذلك يتم تهريبها إلى إسبانيا. واعتقلت المصالح الأمنية المتهم عندما ساورتها شكوك حول تردده بكثرة نحو مدخل البواخر، وبعدما أوقفته وتأكدت من هويته، أخضعته لعملية تفتيش عثر من خلالها على كمية من المخدرات بحوزته. ونفى المتهم في البداية أن يكون مهربا للمخدرات، وقال للشرطة إن هذه الكمية يعمل على تدخينها، ونفى أن تكون له علاقة بتهريب المخدرات، لكن تعميق البحث مع المتهم كشف أنه كان يعمل على تهريبها بمساعدة عناصر أمنية. وصرح المتهم أنه منذ ما يقرب من سنتين وهو يعمل على تهريب المخدرات بهذه الطريقة، إذ يتم تجميع الكميات التي ينقلها في ربطة عنقة حتى تتحول إلى كمية مهمة ثم بعد ذلك يتم تهريبها إلى إسبانيا. واستفاد المتهم الرئيسي من عمله بالميناء المتوسط، كناقل للعمال وسط الميناء من ربط علاقات موسعة مع عناصر الشرطة والتي شجعته على تهريب المخدرات خلال هذه المدة. ولم تستبعد مصادر أمنية أن يكون إدلاء المتهم بأسماء العناصر الأمنية يدخل في إطار التصريحات الكيدية، غير أن مصادر أخرى اعتبرت أن المتهم لا يستطيع تهريب المخدرات لوحده داخل الميناء دون مساعدة عناصر أمنية، لذلك تقول نفس المصادر، إن وكيل الملك أمر بالاستماع إليهم حتى تزول الشكوك، ويتضح ما إذا كانت تصريحات المتهم كيدية أم أن هناك تورطا حقيقيا لعناصر أمنية في عملية التهريب. المساء