تحولت مختلف شوارع وأحياء مدينة تطوان، منذ الساعات الأولى من صباح يوم الخميس، إلى برك مائية كبيرة، نتيجة تساقطات مطرية عابرة همت مختلف مناطق المدينة ومحيطها. وعاشت أهم شوارع مدينة الحمامة البيضاء، ارتباكا حادا في حركة السير نتيجة تهاطل هذه التساقطات التي لم تتجاوز مقاييسها بضع ميلمترات، لكنها كانت كافية لإغراق هذه الشوارع وإلحاق خسائر كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة، مثلما حدث في شارع الرياض بحي الزيانة، الذي كان على موعد مع فياضانات مهولة لا يتناسب حجمها مع حجم هذه التساقطات. وفي الوقت الذي واصلت فيه مصالح السلطات المحلية بتطوان، جهودها لفتح قنوات الصرف الصحي من اجل تخفيف الضغط عليها، بدت حالة من السخط العارمة في أوساط الساكنة، على شركة أمانديس، المكلفة بأشغال الصيانة وتحصيل فواتير الماء والكهرباء، والتي يحملها السكان المسؤولية الرئيسية في ما حدث، خاصة أن هواتف مصالحها ظلت ترن من دون جواب، حيث الاتصالات تقاطرت عليها من كل مناطق المدينة طلبا لتدخلها. وفي مدينة المضيق المجاورة، تكرر المشهد بحدة أكثر، وصل إلى حد اضطرار العشرات من السكان إلى إخلاء منازلهم بعدما انسابت مياه الامطار إلى الطوابق الأرضية، كما تم تسجيل أضرار بالغة في عشرات من السيارات التي جرفتها مياه الفياضانات التي لفظتها قنوات الصرف الصحي المختنقة..