حدثني العقرب قال: - يا ابن الحي القديم، جنت على نفسها براقش، حيثما جعلت أكلة الفراقش سابقة على طبق الببوش.. بوش.. وش.. شْشْشْ. يصدق العقرب كلما أمعنت في تكذيبه، ويجعلني، أنا الذي لازلت لا أخشى النجم إذا هوى، أعيد قراءة الصفحة من أولها، وأنزع القبعة وأنحني أمام سيزيف ريثما يمر الموكب الملكي حذاء حومة النصارى (الحي الأوربي، حسب التقويم الهيكلي).. بانت سعاد.. سعاد بانت.. تلوح للموكب الرسمي بالمنديل الأبيض المنقط بالهوى.. الهوى الطائر في الهواء.. كانت وكانوا، ثم افترقوا.. فتفرق الجمع عن بكرة أبيه.. وبه وجب الإعلام باكراً. - عفا الله عما سلف.. الله عفو يحب العفو، لكن عبد الله لم يعف.. ولن تندمل الجراح الغائرة في القلب وفي الرأس إلا لمّا يلاقي المعتدي الأثيم جزاءه الذي يستحقه آجلاً.. ودع عاجلاً لفلان، يشبعان الناس ضحكاً (على الذقون) ها ها ها.. ثم زد: ها، وكفى. يا من صور لنا علاقة الجوار أرجوحة... عندي عندك.. فإن البادئ، إن لم يكن الأكرم فهو الأظلم.. يا ظلم من يرفعك بعيداً، عن النبع.. عن النسل.. النسل الفتان.. عن الطهر.. طهر البراءة.. براءة الربيع.. ربيع القلوب، بالتوصيف النبوي.. كم من دانيال يلبد بيننا.. وكم من منديل يكفيك، يا سعاد، لكفكفة الدمع، وستر الفضيحة.. الفضيحة.. الليل دامس والحلكة تضاعف الغم، والتوازن مختل، والغموض سيد الموقف.. قف. خرجت الحناجر تطالب برأس المنكر، فكانت الاستجابة على وجه السرعة، لقمع الأصوات وكسر شوكة الشرف.. في ساحات الشرف.. عيون تدمع وأخرى لا ترف.. ونصيبنا من الوطن الغالي العصا.. في المبتدأ والخبر.. في الأول والأخير.. في الصغر والكبر.. وفينا من يصر على أن العصا (الزرواطة، باستحضار الخصوصية المغربية) خرجت لنا من الجنة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. أي سعاد، والذي ينزع الخوف من تجاويف القلوب لن يهدأ البال حتى يتحول العفو إلى عافية، ويتجرع كل خادش لكرامة الناس الحنظل الذي يليق به، وتسطع شمس الحقيقة حارقة ومطهرة للقلوب والنفوس، وترجع المياه إلى النبع الصافي، ويرجع ماء الشرف إلى الوجوه.. يا مغربي يا مغربية.. إنها مسرحية.. لم يؤلفها فنان كبير، لذلك لم تكن محبوكة بما يجعلها تنطلي على جدران الصمت.. عاش ما سمع.. مات ما ذوى.. اكتفى بالأنين وأسلم الروح إلى بارئها.. مات الضمير ودفن (بصيغة الماضي).. وتلقينا العزاء، كما يجب، من أفواه العلماء والفهماء وكبار الساسة ورجال المعرفة والثقافة وكل من سمنت منه القفا وشبعت منه البطن حتى بدأ يعجز عن فتح الفم (عند طبيب الأسنان).. على سن رمح حتى تبان المعنى ويعود الربيع إلى حينا القديم.. آمين. - نلتقي!