ما زال الحذر والقلق هو سيد الموقف داخل مركز معالجة الإدمان – حسنونة، بمدينة طنجة، بعد تعرض مجموعة من أطر المركز، إلى اعتداء مشين، الأسبوع الماضي، من طرف شخصين، احتجاجا على عدم استفادته من خدمات المركز. وحسب مصدر من هذه المؤسسة الاستشفائية، فإن اثنين من المدمنين، قد عمدا إلى اقتحام مقر المركز، وهاجموا عددا من الأطر العاملة، بينهم نائب رئيس جمعية مساندة مركز الطب النفسي حسنونة بطنجة، الذي تعرض سيل من السب والشتم والكلام النابي، فضلا وابل من الضربات من طرف المهاجمين، مما تسبب له في إصابات متفرقة على أنحاء من جسده. وأرجأت نفس المصدر، هذا الاعتداء الذي تعرض له العاملون بالمركز، إلى كونه طريقة احتجاج من طرف الشخصين المهاجمين، على عدم استفادتهم من مادة "الميطادون" مادة بديلة عن مخدر الهرويين وتمثل إحدى مكونات العلاج الكميائي الذي يعتمد على استعمال الدواء المناسب للتخفيف من أعراض غياب المخدر. ذات المصدر أشار بأصابع المسؤولية عن هذا الاعتداء، بشكل مباشر إلى المندوب الجهوي لوزارة الصحة، حسن قناب، بسبب عدم قيام مندوبيته بتوفير كميات كافية من مادة "الميطادون"، وهو ما يفتح جام غضب المدمنين بشكل مستمر على الأطقم الطبية "عدم توفر هده المادة من طرف وزارة الصحة جعلنا ندفع فاتورتها نحن في هدا الإعتداء الوحشي والهمجي الذي تعرضنا له"، يقول أحد العاملين بالمؤسسة، الذي أشار أيضا إلى غياب أية حماية أمنية للمركز امام توافد المدمنين بكثافة عليه بشكل يومي. ويؤكد العاملون بمركز حسنونة لمعالجة الادمان، أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرضون فيها لمضاياقات واعتداءات من طرف جحافل المدمنين، الذين يحاصرون بأعدادهم الكبيرة، محيط المؤسسة طلبا للعلاج، حيث يعيشون طوال فترة دوامهم حالة من القلق المستمر بسبب عدم تمكنهم من توفير خدمات العلاج للأعداد الهائلة من المدمنين، نظرا للضعف الكبير في الإمكانيات التي يتوفر عليها المركز. وكان موظفو المركز، قد قاموا قبل بضعة شهور، بإضراب عن العمل، تسبب في إغلاقه، بسبب عدم تجاوب مندوبية الصحة لمطالبهم، المتمثلة أساسا في توسيع المركز، ورفع من عدد الأطباء والممرضين،توفير الحماية للمركز ويستقبل مركز حسنونة لعلاج الإدمان، ما متوسطه 100 شخص يوميا, 80 في المائة منهم من المتعاطين لمادة الكوكايين و5ر7 في المائة منهم من مدمني المخدرات عن طريق الحقن.