فيلم "أنا ومخزني" هو فيلم وثائقي يؤرخ إلى بداية الحراك الشعبي والسياسي في المغرب سيعرض في برلين وفي عدد من المدن الألمانية، وذلك في إطار سلسلة من الندوات تنظمها مؤسسة ابن رشد للفكر الحر حول الحركات الديمقراطية في المغرب. برلين ولايبتسيغ وميونخ وكارلسروه وتوبينغن وماربورغ هي المدن الألمانية التي ستحتضن جامعاتها عرض فيلم "أنا ومخزني" للمخرج المغربي الشاب نادر بوحموش. الفيلم سيعرض في إطار سلسلة من الندوات حول الوضع السياسي في المغرب والتي يلقيها أحد صناع الفيلم وعضو حركة "عشرين فبراير" المغربية يونس بلغازي، بدعوة من مؤسسة ابن رشد للفكر الحر. الفيلم الذي يعرض اليوم السبت الثامن من يونيو/ حزيران في برلين، يسلط الضوء على الوضع السياسي والاجتماعي في المغرب مع بداية الحركات الاحتجاجية في العالم العربي، وذلك من خلال شخصيات حقيقية كبائع متجول وعدد من الناشطين السياسيين الشباب المعارضين للنظام المغربي. يرمز عنوان فيلم " أنا ومخزني" إلى المخزن المغربي، وهو المصطلح الذي يُطلق في المغرب على النظام والسلطة في المغرب. فيلم كأداة للاحتجاج يقول يونس بلغازي الذي أشرف على توزيع الفيلم، وكان أحد شخصياته الرئيسية: "أريد أن أعرّف من خلال الندوات وعرض الفيلم بالوضع السياسي الحقيقي في المغرب، خاصة وأن هناك تعبير شائع عن "الاستثناء المغربي" الأمر الذي لا أراه صحيحا." ويتابع بلغازي :"الفيلم سيعرض في الجامعات، أي أن الجمهور سيكون أغلبه من الطلبة والأكاديميين، وهؤلاء رأيهم مؤثر لدى السياسيين الألمان، الذين بإمكانهم أن يمارسوا ضغطا على النظام المغربي لتحريك الديمقراطية." يعتمد الفيلم على مشاهد أرشيفية من اليوتيوب ومن مواقع الكترونية أخرى، وهي مشاهد من المسيرات الاحتجاجية التي شهدتها دول من العالم العربي، بالإضافة إلى أن فريق العمل اعتمد على المشاهد التي صورها في مسيرات حركة عشرين فبراير في المغرب. أما المشاهد التي تناولت شخصيات الفيلم فكانت أغلبها مشاهد داخلية، لذلك لم تواجه فريق الفيلم مشاكل كبيرة أثناء التصوير، ويقول يونس بلغازي:"المشاكل التي صاحبت التصوير، كانت عادية نسبيا، كنا نحرص على أن يكون التصوير بكاميرات صغيرة، لأن الكاميرات الكبيرة تلفت الانتباه، وطبعا كان يتتبعنا كالعادة أعوان السلطة، ليعرفوا ماذا نفعل بالضبط.". اتجاه سينمائي جديد وعلى عكس ما جرت به العادة في المغرب، فإن فيلم "أنا ومخزني" لم يحصل على دعم مادي أوعلى ترخيص من المؤسسات الرسمية المغربية كالمركز السينمائي المغربي. فالفيلم هو بداية لما يعرف بسينما غيريلا „Guerilla Cinema“، وهي شبكة سينمائية ينخرط فيها عدد من صناع السينما الشباب في المغرب، يسعون إلى أن تكون السينما مستقلة، وفي خدمة قضايا حقوق الإنسان. كما تكون هذه السينما بعيدة عن المؤسسات الرسمية للدولة، فلا ينبغي أن تحصل هذه الأفلام على الدعم المادي أو على التراخيص المطلوبة للقيام بفيلم سينمائي، وذلك حتى لا تؤثر السلطات على الرسائل التي تود تلك الأفلام إيصالها. واستمرارا لهذا التوجه قام نفس فريق عمل فيلم "أنا ومخزني" بقيادة المخرج نادر بوحموش بإنتاج فيلم بعنوان "475" وهو فيلم يتناول موضوع قانون الاغتصاب في المغرب، وهو القانون الذي يعفي المغتصِب من العقوبة، في حال زواجه من المرأة المغتصَبة. وعن تمويل فيلم" أنا ومخزني" يقول يونس بلغازي الذي أشرف على التوزيع:" لقد أنتجناه بإمكانياتنا الذاتية والفردية، لا أحد منا تقاضى أجرا عن عمله في الفيلم." ويضيف السينمائي الشاب:" لقد اعتمدنا على مواد أرشيفية، وعلى معداتنا الخاصة، ولم تتجاوز تكلفة الفيلم 90 يورو.". الموضوعية في السينما الفيلم يركز على المشاكل السياسية والاجتماعية التي يعاني منها المغرب، التي يرى البعض أنها قد تكون نظرة أحادية وغير موضوعية، نظرا لكون الفيلم لا يتطرق إلى نقاط الضوء التي عرفها المغرب. يقول يونس بلغازي وهو خريج معهد سينمائي في المغرب:" يصعب الحديث عن الموضوعية عندما نتحدث عن السينما، خاصة عندما نحاول أن نخلق تلك الدراما السينمائية". ويضيف بلغازي:"أتفق أن الفيلم لا يعكس الصورة الكاملة بل جزءا من الصورة فقط، لكننا نقدم صورة لا تظهر في التلفزيون الرسمي والإعلام العمومي." وعن العرض السينمائي في برلين لفيلم "أنا ومخزني" يقول يونس بلغازي الذي يظهر كشخصية رئيسية في الفيلم: "العرض في برلين هو حلم لأي سينمائي شاب، لدي شعور رائع، خاصة وأني مازلت في بداية مساري السينمائي ولم أنجز سوى مشاريع سينمائية قليلة.". وبالرغم من الاختلاف في وجهات النظر حول الفيلم وحول رسالته السياسية، يمكن النظر إلى هذا الفيلم كمنتوج سينمائي شاب وبإمكانيات مادية بسيطة، وهو ما من شأنه أن يخلق حراكا سينمائيا جديدا في المغرب. (*) عن صحيفة "دوتشيه فيليه" الألمانية