ويتوقف عند محطة الفكاهة في السينما العربية تتواصلُ التحضيرات النهائية لانطلاقة الدورة الثالثة لمهرجان الفيلم العربي في برلين، والتي سوف تنعقد خلال الفترة من 2 وحتى 10 نوفمبر2011 بإدارةٍ عربية/ألمانية جماعية، وإشراف، وتنظيم «جمعية أصدقاء الفيلم العربي في برلين»، وهي مؤسّسةٌ ألمانيةٌ غير ربحية، تأسّست في برلين عام 2004 بهدف دعم، وترويج الإنتاج السينمائي العربي. في18 نوفمبر عام 2009 أطلقت الجمعية مهرجان الفيلم العربي في برلين، يُرافقه طموحٌ بأن يصبح منبراً للثقافة العربية بتركيزه على نتاج سينمائيٍّ لا يلقى الاهتمام الذي يستحقه، ومنح الجمهور العربي، والألماني إمكانية، وفرصة التعرّف على السينما العربية، وإثارة النقاش حولها مع صانعي الأفلام، والضيوف، وتوفير مساحة للسينمائييّن، والمُختصين العرب، وبناء جسر ثقافي بين ألمانيا، والعالم العربي. في تلك الدورة شاهد الجمهور الألماني أفلاماً عربية لا يمكن مشاهدتها في الصالات التجارية، وتوقفت محطته عند السينما الفلسطينية. واصل المهرجان انطلاقته، وانعقدت دورته الثانية خلال الفترة من 3 وحتى 11 نوفمبر2010، وبالإضافة للبرنامج العام، توقفت تلك الدورة عند تيمة الهجرة، وتُوّجت بحلقة نقاشٍ بعنوان «صور الاغتراب، وصورة الذات المُغتربة في السينما العربية»، كما كرّم المهرجان المخرج السوري «محمد ملص» بعرض مجمل أفلامه. وللمرة الثالثة، سوف ينعقد المهرجان خلال الفترة من 2 إلى 10 نوفمبر 2011، ويقدم مختاراتٍ من جديد السينما العربية. وصل إلى إدارة المهرجان ما يقرب من 400 فيلماً روائياً طويلاً، قصيراً، تسجيلياً، وتجريبياً اختارت منها حوالي 85 فيلماً في جميع الأقسام، وبعضها يُعرض لأول مرة في ألمانيا، وأوروبا. ويتوقف المهرجان هذه السنة في محطته عند الفكاهة كي يُتيح للجمهور الألماني التعرّف على حضورها، وأشكالها المُتعددة في السينما العربية، وتجمع بين الأفلام الساخرة، المرحة، والسياسية الناقدة، وينظمّ ندوةً يشارك فيها المخرجة المغربية «زكية طاهري»، المنتج المغربي «أحمد بو شعلة»، المخرج المصري «داود عبد السيد»، المخرج المصري «شريف البنداري»، المخرجة المصرية «فيولا شفيق»، والناقد المصري «كمال رمزي». وانطلاقاً من تأثر السينما اللبنانية إلى حدٍ بعيد بالحرب الأهلية اللبنانية، يقدم برنامجٌ تكريميّ بعنوان «نظرة استرجاعية» أفلام المخرج الراحل «مارون بغدادي» (1950-1993)، والمخرج «برهان علوية» بوصفهما من أبرز المخرجين اللبنانيين الذين تناولوا، وباستمرار، المآسي الإنسانية الناجمة عن الحرب. وفي لفتةٍ تأبينيّة، يقدم المهرجان بعض أفلام السينمائي السوري الراحل «عمر أميرلاي»، ويعرض ثلاثة من أفلامه . وفي بداية تعاونٍ مع مهرجان الفيلم العربي في برلين، فقد اقترح مهرجان الخليج السينمائي في دبي عدداً من الأفلام الخليجية، الروائية الطويلة، القصيرة، والتسجيلية، سبق وأن عُرضت، ونال بعضها جوائز في مهرجانيّ دبي السينمائي الدولي، والخليج السينمائي. في خطواتٍ مرحلية، تخيّر مهرجان الفيلم العربي في برلين التخلي عن المُسابقات، الجوائز، والتنافس بين الأفلام، واكتفى حالياً بعددٍ محدودٍ من الضيوف. مستقبلاً، سوف تهتمّ الدورات المٌقبلة باجتذاب الجمهور الشاب، والأطفال، وعرض أفلام تجسّد مشاغلهم، طموحاتهم، وآمالهم، وسوف تكثف عملها كي يتمكن السينمائيون العرب من التواصل مع الصحافة، والعاملين في صناعة السينما الألمانية بهدف توسيع، وتعزيز موقع المهرجان وسط المهرجانات الأوروبية العديدة بوصفه ملتقى، وحلقة وصل في المشهد الثقافي الألماني خاصة، والأوروبيّ عامة. ويتطلع مهرجان الفيلم العربي في برلين أن يكون حدثاً ثقافياً سنوياً يساهم بالتفاهم، والعيش المشترك المبني على أسس الاحترام المتبادل بين ثقافات الشعوب المختلفة.