أسدل الستار مساء أمس الجمعة عن عروض الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم الذي تعلن جوائزه اليوم السبت وسط جدل حاد حول سؤال الجودة في المنجز السينمائي المغربي. ولاحظ نقاد سينمائيون أن الجودة والأصالة الإبداعية كانت سمة نادرة ضمن قائمة 20 فيلما تم عرضها على مدى الأسبوع أمام جمهور كثيف متعطش للسينما. وفي هذا السياق٬يرى المخرج والناقد السينمائي عبد الإله الجوهري أن السينما المغربية أضحت تعيش٬ في الوقت الراهن٬ انتعاشة كمية مقارنة مع السنوات السابقة ٬لكنها "أخطأت الطريق على مستوى الجودة عند الوقوف على عدد من الإنتاجات السينمائية التي تفتقر في معظمها إلى كل المقومات الإبداعية الفنية". فعلى مستوى الإنتاج ٬ يقول الجوهري٬ كسبت السينما المغربية الرهان مع توالي الدورات ٬غير أنه وللأسف يظل سؤال الجودة يطرح نفسه بإلحاح٬"حين نجد أن الأفلام التي تتوفر على الشروط الفنية المطلوبة لا تتجاوز ثلاثة أو أربعة أفلام على أبعد تقدير من بين كل الأفلام المشاركة". وأوضح أن تغليب الجانب الصناعي والمادي على حساب الجانب الفني أنتج أفلاما تغيب فيها الجودة الفنية والجمالية ٬ سواء تعلق الأمر بضعف السيناريو أو بغياب التكوين السينمائي الأكاديمي. من جانب أخر٬يرى الجوهري أن الدورة الحالية تعكس حيوية المجتمع السينمائي المغربي من خلال النقاشات المطروحة٬ إن على مستوى التنظيم ٬ أو على مستوى البنيات التحتية. ومن جهته يرى الناقد السينمائي حسن نرايس٬ أن ندرة الأعمال الجيدة خلال هذه الدورة تعود بالأساس إلى وتيرة الإنتاج ٬ إذ يرى أن الجودة رهينة بتحقيق تراكم كمي مطرد٬ مشيرا إلى أن السينما الفرنسية تنتج عشرة أفلام روائية جيدة من بين المئة فيلم المنتجة سنويا. في المقابل توقف الناقد السينمائي عند بعض الأفلام الروائية التي٬ على قلتها٬ تستوفي قيمة سينمائية جيدة كفيلم (ملاك ) لعبد السلام الكلاعي ٬ وفيلم (اغرابو) لاحمد بايدو٬ دون أن ينفي أن الدورة عرفت برمجة العديد من الأفلام المتواضعة فنيا و إبداعيا. واعتبر رئيس جمعية نقاد السينما بالمغرب٬ خليل الدامون٬ أن هذه الدورة استثنائية بالنظر إلى كونها تأتي في سياق أجواء المناظرة الوطنية حول السينما ٬ التي جاءت لتصحيح المسار العام للسينما بالمغرب والتي تقارب بالأساس إشكالية الجودة في العمل السينمائي. غير أن الدامون يسجل بأسف أن السينما المغربية تسير في النهج الذي يراهن على الكم مقابل الكيف مؤكدا أن السينما المغربية سجلت مؤخرا تراجعا كبيرا على مستوى كتابة السيناريو مما كان وراء إنتاج أفلام روائية تفتقر إلى كل المقومات الفنية للعمل السينمائي.