طبعت أجواء التذمر والاستياء العارمين في صفوف عشاق السينما من أهالي المدينة مجددا، أجواء افتتاحية المهرجان السينمائي الوطني بطنجة، بعدما وجدوا أن كل ما وفرته لهم اللجنة المنظمة هو الحواجز الحديدة أمام قاعة السينما المحتضنة، بدل الدعوات التي تمكنهم من حضور حفل الافتتاح. ووصلت أصداء الاحتجاجات الغاضبة إلى داخل قاعة سينما روكسي، حيث جرت فعا ليات حفل افتتاح المهرجان الدورة الرابعة عشر لمهرجان الفلم الوطني الذي تحتضنه طنجة خلال الفترة ما بين فاتح و 9 فبراير 2013، التي لم يتمكنوا من ولوجها بسبب عدم حصولهم على دعوة رسمية تخول لهم ذلك، وذلك لعدة أسباب أبرزها سياسة "المحاباة" التي ينهجها اعضاء اللجنة المنظمة في عملية توزيع هذه الدعوات، حسب بعض المحتجين. احتجاجات السكان لم تكن وحدها التي طبعت فعاليات الافتتاح، بل أيضا الانتقادات اللاذعة لمجموعة كبيرة من الصحفيين، الذين لم يجدوا لأنفسهم موطئ قدم داخل القاعة المحتضنة للحفل، وهو ما رده بعضهم إلى الطريقة "العشوائية" التي وزعت بها الدعوات وبطائق الصحافة، والتي ذهب بعضها إلى "أشخاص لا علاقة لهم بمهن الإعلام أساسا"، يقول أحد الصحفيين. وتطفو على السطح من جديد، مشاكل الدورات السابقة، وفي مقدمتها الأخطاء التنظيمية التي توصف ب"الفادحة" والتي تؤثر على السير العام لحفل الافتتاح، بالإضافة إلى إصرار اللجنة المنظمة على القاعة السينمائية روكسي، وهي قاعة ضيقة لا تتسع للكم الكبير من المدعويين الذين يحضرون حفل الافتتاح. اختيار سينما روكسي لا يقف تأثيره السلبي على حفل الافتتاح، بل يتجاوزه إلى شارع المنصور الذهبي حيث توجد القاعة السينمائية والذي يتم قطعه على حركة السير لمدة عشرة أيام، كما أن المحلات التجارية والخدماتية المجاورة للسينما تعاني من الفوضى التي تعم المكان طيلة أيام المهرجان.