عصر يوم الاثنين 23 جمادى الثانية 1431 وفي موكب جنائزي مهيب شيع جثمان العلامة الطنجاوي الكبير الاستاذ الحسن بن الصديق نحو مثواه الأخير بالزاوية الصديثقية بمدينة طنجة. وقد ضم الموكب الجنائزي آلاف الموشعيين من ساكنة مدينة طنجة الذين توافدوا الى مسجد محمد الخامس، حيث تمت تأدية صلاة الجنازة على روح الفقيد الكبير. وكان الاستاد الحسن بن الصديق، قد لبى نداء ربه يوم امس الاحد بمستشفى الشيخ زايدبن سلطان بالرباط، بعد أكثر من ثلاثة أشهر على اجرائه عملية جراحية على كسر في الورك كللت بالنجاح بنفس المستشفى. وقد لد العلامة الشيخ "الحسن بن الصديق" بمدينة طنجة سنة 1345 ه - 1926 م، وكانت البداية بزاوية والده، حيث تعلم المبادئ الأولية للقراءة والكتابة، وحفظ القرآن على يد الفقيه "محمد المصوري" رحمه الله، قرأ عنه خمس ختمات باللوح، وعليه أخذ القرآن الكريم إخوانه: عبد الله والزمزمي وعبد الحي وعبد العزيز رحمهم الله، وأتم حفظ القرآن مع بعض المتون العلمية المعروفة وعمره لم يتجاوز 13 سنة. ثم تفرغ لدراسة العلوم الشرعية، فجالس شيوخ العلم والإقراء بمدينة طنجة، والتحق بالمعهد الديني التابع للمسجد الأعظم بطنجة، وهم بالذهاب إلى فاس التي كانت في ذاك العهد زاخرة بالعلماء الأفذاذ، ومقصد طلبة العلم من جميع الأصقاع، غير أن الظروف لم تكن مساعدة (فترة اندلاع الحرب العالمية الثانية سنة 1945 م)، وبعد انتهاء الحرب مباشرة التحق بجامع القرويين، وتخرج منه متوجا بما يعادل الشهادة العالمية، وفي فاس جلس إلى كبار شيوخها وعلمائها واستجازهم وانتفع بهم كثيرا. ويعتبر الراحل من أبرز المشاييخ المغاربة الكبار، وكان قد تولى رحمه الله عدة مناصب رسمية في كل من المجلس العملي المحلي بمدينة طنجة وكدلك المجلس العملي الاعلى.