عاد شبح الانفلات الأمني ليخيم من جديد على الأجواء في معظم احياء وشوارع مدينة طنجة، كما أن هذا الموضوع عاد ليشكل وجبة دسمة في احاديث الأصدقاء والأسر، وهو نفس الموضوع الذي يتجدد إثارته بنفس الحدة في نفس هذه الفترة من كل سنة. ويتناقل المواطنون بين الفينة والأخرى، قصص وقائع اعتداءات يومية يتعرض لها أشخاص في الشارع العام من طرف منحرفين ومجرمين على مرأى ومسمع الجميع في كثير من الأحيان، وهي نفس الروايات التي يقابلها تصريحات من مصادر أمنية تؤكد أن مصالح الشرطة ماضية في حملاتها التطهيرية لمكافحة الجريمة بشتى أنواعها في مختلف أحياء وشوارع مدينة طنجة. وبالرغم من أن هذه التصريحات الأمنية لا غبار على مصداقيتها، خصوصا عند استعراض مجموعة من العمليات النوعية التي أطاحت مؤخرا بأخطر المجرمين في المدينة. إلا أن المواطنين يؤكدون ان عمليات الإجرام مستمرة في مختلف ساعات اليوم، لا سيما في الساعات المبكرة من الصباح التي يكون العمال المتوجهين إلى مقرات عملهم أكثر الفئآت عرضة للاعتداء من طرف المجرمين. ويؤكد سكان عدة احياء في مناطق مختلفة بالمدينة، أن احياءهم خارج التغطية الامنية بشكل كامل، مما يجعل منها بؤرة لانتشار كافة الانشطة الإجرامية، بدء من السرقة والسطو على المنازل وأيضا ترويج المخدرات. ومثال ذلك هو حي بني مكادة الذي يوصف بأنه "حي خارج سيطرة الدولة"، بعد ان أصبحت السلطات الأمنية عاجزة عن فرض هيبة القانون فيه منذ اندلاع المواجهات مع سكان حي أرض الدولة في اكتوبر الماضي. المدينة القديمة ، وتحديدا بحي "بن يدر"، حيث يتخذ المنحرفون والمجرمون جنباته فضاءات لممارسة كافة انشطتهم المخالفة للقانون، ما زال بالرغم من وعود أمنية رفيعة المستوى بإعادة الاعتبار للمدينة القديمة، يعيش حالات من الانفلات الأمني في صور متعددة، سواء فيما يتعلق بتجارة المخدرات أو بتفشي ظواهر لا اخلاقية سبق ل"طنجة 24" ان تطرقت لها استنادا إلى شهادات من طرف سكان الحي.