أعرب العديد من المواطنين باحياء مختلفة بمدينة طنجة، عن استنكارهم وامتعاضهم لاستمرار معاناتهم مع أسراب "الناموس" التي تغزو أحياءهم ومنازلهم، بشكل يسبب لهم قلقا متواصلا في ظل غياب أي دور حيوي للمجلس الحضري للمدينة والمكاتب الصحية التابعة لنفس الجماعة وكذلك المكاتب التابعة للمقاطعات. ويعيش سكان مجموعة من الأحياء التي يقع أغلبها ضمن تراب المقاطعة الحضرية لبني مكادة، والتي يسيرها محمد الحمامي، حالة سخط عارمة من تقاعس المصالح الصحية التابعة للمقاطعة في القيام بدورها في هذا الشان بالرغم من رصد ميزانية مهمة لمحاربة الناموس ونواقل الأمراض. وتعتبر أحياء بنديبان، العوامة، وبئر الشيفا، وغيرها من الأحياء الهامشية بالمنطقة، أكثر الأحياء تضررا من انتشار هذه الحشرات، بفعل وجود أودية للمياه العادمة تخترق هذه الأحياء، فضلا عن الاختلالات المستمرة في تدبير النفايات الصلبة والسائلة من طرف الشركة المفوض لها من لدن المجلس الجماعي للمدينة، مما يشكل بيئة لتكاثر هذه الحشرات المضرة. هذا وتعم هذه الوضعية، عددا كبيرا من الأحياء التابعة للمقاطعات الأربع المكونة للمجلس الجماعي، من بينها أحياء راقية كما هو الشان في منطقة مالاباطا، التي يعاني سكانها الأمرين مع استمرار الواد الكبير (الصورة أعلاه) الذي يخترق المنطقة على حاله منذ عقود طويلة، حتى أصبح رمزا لفشل المؤسسات المنتخبة في تدبير مجال الصحة والنظافة، بالرغم من أن المنطقة تكتسي طابعا سياحيا. هذا ومن جهة أخرى، تفيد معطيات جماعية تتوفر عليها "طنجة 24"، أن الكلفة التي رصدتها الجماعة الحضرية لطنجة من أجل معالجة ملف الوقاية النظافة والوقاية الصحية، قد وصلت إلى ثمانية ملايين سنتيم، إلا صرف هذا المبلغ فيما خصص لأجله، يظل مبعث تساؤلات حول مصيره، بحكم أن وضعية النظافة والوقاية بالمدينة، لم تسجل أي تقدم إيجابي. وتعتبر مسألة تدبير مجال الوقاية الصحية والنظافة في المدينة، أقرب ما تكون مستعصية على المعالجة، بحكم أن مختلف التقارير الصادرة في هذا الصدد، تشير إلى اختلالات كبيرة حاصلة في هذا الشأن. وهي التقارير التي كان آخرها تقرير المجلس الأعلى للحسابات لسنة 2010، عندما كانت الجماعة الحضرية لطنجة مسيرة من طرف عمدة المدينة السابق، سمير عبد المولى، الذي عرفت مختلف الملفات والقضايا الحيوية في فترة توليه منصبه، جمودا تاما.