يتجول في أزقة وشوارع مدينة العرائش شباب وهُم يقودون كلاب البيتبول الخطيرة بكل حرية،دون أن يجدوا من يردعهم أو يوقفهم عند حدّهم،الأمر الذي يشكّل قلقا بالغا في نفوس ساكنة المدينة. وشاعت في الآونة الأخيرة ظاهرة هؤلاء الشباب الذين يلجأون إلى تربية مثل هذا النوع من الكلاب المحظورة على الورق، من أجل التباهي بين أقرانهم والظهور بمظهر الرجال الشجعان،أو إستعمالها في المصارعة والرهانات، وفي كثير من الأحيان من أجل التحرش بالفتيات وتخويفهن.أما الخطير في الموضوع فهو إستعمالها من أجل السرقة و الإغتصاب. وطالما شوهدت هذه الكلاب وهي تتجول مع أصحابها في شوارع الحسن الثاني ومحمد الخامس الذي يعج بالراجلين والمتسوّقين، دون أن يضعوا عليها الكمّامات، ولا حتى الاحتفاظ بملف طبي يظهر مدى خضوعها للّقاح الضروري، وهو ما يعتبر مخالفة صريحة للقوانين الجاري بها العمل. في حين لفت انتباهنا أثناء تواجدنا بغابة لايبيكا المتواجدة على أطراف المدينة،قيام ثلاثة شبان بدفع كلاب البيتبول التي يملكونها وتحريضها على قطع شجيرات شوكية بأسنانهم الحادة، و التي تدخل كما قيل لنا، في إطار تدريبهم على الإنقضاض والفتك بأعدائهم المفترضين . وبالفعل قطعت الكلاب تلك الشجيرات في أقل من خمسة دقائق، الأمر الذي خلق الرعب في قلوب أشخاص كانوا يمُرّون بالمحاذاة من أجل ممارسة هوايتهم الرياضية في ذلك المنتزه البيئي. و علاقة بالموضوع تُعد الأمانة العامة للحكومة مشروع قانون سيضع حدا لاعتداءات كلاب البيتبول وغيرها من الكلاب المفترسة . القانون يتوعد أيضا مالكيها بالسجن والغرامات المالية المرتفعة،الأمر الذي سيخلف ولا شك، إرتياحا لدى شريحة واسعة من المواطنين. ووفق المشروع الذي أعده وزير الداخلية امحند العنصر فإن مالك الكلب الذي يتسبب في إحداث عاهة مستديمة لشخص ما، تنتظره عقوبة تصل إلى ثلاث سنوات حبسا وغرامة مالية قدرها مليون سنتيم، مع تشديد هذه العقوبة لتصل إلى 5 سنوات إذا نتج عن هجوم الكلاب وفاة شخص، أما إذا قام المالك بتحريض كلب وتسبب ذلك في إلحاق ضرر نتج عنه عجز أو إحداث عاهة مستديمة أو وفاة، فإن الجاني سيخضع للعقوبات الواردة في القانون الجنائي، حسب ما أوردته يومية ”أخبار اليوم”. الجدير بالذكر أن الفيدرالية الدولية لتربية الكلاب لا تعترف بالبيتبول ذو الملامح البشعة، الذي يُعذّ من السّلالات الهجينة الناتجة عن تلقيح بعض أنواع الحيوانات من طرف المربين إبتداء من القرن 19،إذ كانوا يقومون بذلك بغية الحصول على نوع من الكلاب التي ستتحمل المباريات القوية الشرسة التي تنظم لها، و من أجل مصارعة الثيران والدببة. يذكر أنه في فرنسا والدانمارك وألمانيا والنرويج والعديد من الدول الأوروبية، يعتبر حيازة كلاب البيتبول والمتاجرة فيها،جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن والغرامات المالية الباهظة. للإشارة أيضا، فإن أكثر من 5000 مغربي يتعرضون لعضات الكلاب سنويا.فهل يا ترى ستتحرك السلطات المحلية بالعرائش لوضع حدّ لهذا التسيب الذي يتزعمه شباب متهور لم يجد من يردعه، سواء في غابة لايبيكا حيث يتدرب هؤلاء، أو في شوارع المدينة التي غزتها هذه الكلاب المفترسة ؟.