يعد فوز الحزب اليميني المتطرف "فوكس" في انتخابات برلمان الأندلس جنوبي اسبانيا، بمثابة ضربة موجعة للمهاجرين المغاربة وكذا الأفارقة، لكون هذا الحزب يناهض الهجرة السرية ويحاربها، لكن هل سيتمكن هذا الحزب من وقف الهجرة غير الشرعية ؟؟؟ وكان حزب "فوكس"، قد فاز ب12 مقعدا نيابيا ليصبح أول حزب يميني متطرف يدخل برلمانا إقليميا في إسبانيا، كما ضمن لليمين الأكثرية اللازمة لإنهاء 36 عاما من حكم اليسار وتوجيه صفعة لرئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز. هذا الحزب استغل حملته الانتخابية لإثارة انتباه الناخبين المحليين، والهدف من وراء ذلك الحصول على المزيد من الأصوات في الانتخابات، فتأتى لهم ذلك اعتبارا لكون السكان الإسبان ضاقوا ضرعا من الهجرة السرية، القادمة من الجنوب اي القارة الإفريقية . لكن واقع الأمر فقضية الهجرة السرية ليست وليدة الساعة، فلم تتمكن دول الاتحاد الأوروبي من وقف هذه القضية مند أمد بعيد جدا، على الرغم من الإعتمادات المالية الضخمة المرصدة لهذا الغرض، وفي الأخير يأتي حزب لا حول له ولا قوة يريد الركوب على رهان خاسر؛ فإسبانيا بدورها تطلب المزيد من الإعتمادات المالية قصد صد هذه الظاهرة . ظاهرة الهجرة السرية، أكبر من الحزب اليميني هذا، فالأمر يتطلب إستراتيجية يسهر على إعدادها الاتحاد الأوروبي بكامله ، هذا فضلا عن اتحاد الدول الموجودة جغرافيا في شمال إفريقيا من ضمنها المغرب إعتبارا لكونها دول تشكل نقط عبور إلى الضفة الأوروبية . فهذا الأمر إن لم يتم التعامل معه بكل حزم وجدية ، فهذه الظاهرة لا يمكن القضاء عليها بمجرد حزب يميني متطرف لا خبرة له في المجال الجيوسياسي والإقتصادي.