كان أخر ما واجهته فيسبوك عملية الاختراق الكبيرة التي أعلنت عنها، حيث تعرض 50 مليون حساب من مستخدمي المنصة للاختراق عبر خاصية “مشاهدة الصفحة ك ” أو ما يعرف ب View as، والتي استغل الهاكرز ثغرة أمنية عبرها لاختراق حسابات المستخدمين، ومن الواضح أن كمية الانزعاج من عملية الاختراق الأخيرة من قبل حقوقيين وقانونين بالإضافة إلى المستخدمين العاديين لن تمر مرور الكرام، فقد قدم العديد دعاوي جماعية ضد المنصة الاجتماعية لعدم قيامها بتوفير التدابير اللازمة لحماية المستخدمين. وتتعرض الشركة اليوم لدعوى جماعية مرفوعة من قبل مواطنة من ولاية كاليفورنيا وأخرى من ولاية فرجينا، حيث ادعت كلا السيدتان أن السبب وراء الاختراق الأخير هو افتقار فيسبوك لدرجة الأمان المناسبة للمحافظة على بيانات المستخدمين، والذي عرضهم وأخرين إلى فرصة سرقة معلوماتهم الشخصية بسبب مثل هذه الثغرة. وقد رفعت الدعوى في 28 سبتمبر في محكمة المقاطعة الشمالية لولاية كاليفورنيا، حيث اشتملت الدعوى على زعم بأن فيسبوك تقوم بممارسات تجارية غير قانونية وتقوم بالتلاعب وانتهاك حقوق سجلات حقوق العملاء في الولاية، وطالب رافعوا الدعوى بتعويضات على الضرر الذي سببته لهم الشركة والمستخدمين الأخريين، بالإضافة لتوفير وسائل آمنة لمراقبة خدمات الائتمان وتغطية تكاليف وأتعاب المحاماة في هذه القضية. وقد صرحت فيسبوك أنها قد قامت بإصلاح الأمر وتسجيل الخروج من جميع الحسابات التي تعرضت للاختراق، وتواصلت مع الأشخاص المعنين عبر تنبيهم باشعارات بتسجيل الدخول مرة أخرى، إلا أنه للحظة لا تملك فيسبوك أي معلومات حول الجهة التي كانت خلف هذا الاختراق، فيما أن الغضب العارم الذي طال شريحة واسعة من المستخدمين والمسئولين يُنبئ بأن فيسبوك في صدد الذهاب لضربة جديدة تفقدها توازنها مماثلة لفضيحة كامريدج اناليتكا التي أفقدتها مصداقيتها لدى كثير من المستخدمين وأثرها السلبي ما زال مستمراً لليوم. وقد علق المدعي العالم لولاية نيويورك باربا أندروود حول الموضوع على تويتر بقوله أنهم يتدارسون الخرق الهائل التي تعرضت له حسابات المستخدمين عبر فيسبوك، مضيفاً أن قاطني نيويورك يستحقوا أن يكونوا على يقين أن معلوماتهم محمية، وقد كان لمفوض التجارة الفيدرالية رد قوي وبسيط بتغريدة “أريد أجوبة“، ولم تتوقف سلسلة الضغوط على فيسبوك بهذا الحد حيث قام عضو مجلس الشيوخ مارك وارنر بإطلاق خطاب وصفه فيه الاختراق بالمقلق جداً ودعا إلى تحقيق كامل حول هذا الأمر. وكل هذه التطورات الجديدة حول الاختراق الأخير لفيسبوك وردود الأفعال الغاضبة يضع الشركة في طائلة المسؤولية بشكل مباشر، في ظل تعالي العديد من الأصوات لضرورة تحرك الكونغرجس واتخاذ إجراءات لحماية خصوصية وأمان مستخدمي وسائل الاتصال الاجتماعي بشكل فعال.