انتفت صفة السرية بشكل لافت عن رحلات الهجرة غير القانونية التي يخوض غمارها بشكل يومي عشرات الشباب والمراهقين المغاربة في اتجاه السواحل الاسبانية، بعدما صارت هذه المغامرات موثقة في اشرطة مصورة تغزو وسائط التواصل الاجتماعي. مشاهد لشباب ويافعين على متن قوارب تمخر عباب مضيق جبل طارق، توثقها عشرات المواد المرئية المنتشرة عبر صفحات اليوتيوب والفيسبوك، وتنقل نشوة "غريبة" لهؤلاء المغامرين وهم في طريق الرحيل عن وطنهم الذي ولدوا فوق ترابه. وتبدو اجواء الحبور والفرح في اوساط هؤلاء المهاجرين المغاربة، من خلال صيحات وهتافات على غرار "العاشقين في النبي صليو عليه.."، "انا طنجاوي .. ماانا غريب وبراني"، اضافة الى شعارات تمجد فرق كرة القدم الاسبانية. وبحسب متتبعين لمجال الهجرة غير القانونية، فإن توثيق هؤلاء المغامرين لرحلتهم نحو اسبانيا بالصوت والصورة، بما تعكسه من نشوة وحبور، يشجع اقرانهم الذين ما زال حلم الهجرة يتخمر في وجدانهم، على الحسم خوض غمار ركوب "قوارب الموت"، وبالتالي تزايد اعداد المهاجرين المغاربة يوما بعد يوم. وهذا ما تؤكده تقارير اعلامية اسبانية، حيث بات عدد الشباب واليافعين المغاربة الذين يعبرون مضيق جبل طارق، يفوق عدد المهاجرين الوافدين من دول جنوب الصحراء الافريقية. وتربط العديد من هذه المصادر، تنامي موجة الهجرة هذه، بالأزمة الاقتصادية التي تضرب الشباب المغربي الذي وجد نفسه بدون مستقبل أو أي أمل في تحسين وضعه الإجتماعي .