أوقفت مصالح الأمن التابعة للمنطقة الإقليمية للأمن بمدينة شفشاون، صباح الثلاثاء ، وبتنسيق وثيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، شاباً يبلغ من العمر 18 سنة، وذلك للاشتباه في تورطه في التحريض على الهجرة غير المشروعة، من خلال نشر محتويات رقمية تدعو إلى المشاركة في عملية اقتحام جماعي للسياج الأمني المؤدي إلى مدينة سبتة. وذكر مصدر أمني أن مصالح اليقظة المعلوماتية رصدت خلال الأيام الماضية مجموعة من المنشورات والتسجيلات المتداولة على مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي، تتضمن دعوات صريحة إلى تجاوز الحاجز الأمني الفاصل بين مدينة الفنيدق ومدينة سبتة، وذلك في سياق محاولات متكررة تم التحضير لها بشكل منسق عبر وسائط رقمية تستهدف فئات من الشباب القادمين من مدن مختلفة، خاصة من شمال ووسط المملكة. وأوضح المصدر ذاته أن الأبحاث التقنية والتحريات الميدانية المنجزة مكّنت من تحديد هوية المعني بالأمر، قبل أن يتم توقيفه بالمنطقة القروية "بوزطاط" التابعة لجماعة باب تازة، والواقعة على بعد نحو 25 كيلومتراً من مدينة شفشاون. ويأتي هذا التوقيف بعد أسابيع فقط من دعوات مماثلة تم إطلاقها عبر منصات رقمية، تدعو إلى اقتحام جماعي لمدينة سبتة، أسفرت عن تعبئة أمنية مشددة على مستوى الفنيدق ومحيط السياج الأمني، كما تم تسجيل توقيفات في صفوف عدد من المرشحين للهجرة، بينهم قاصرون وشباب تم رصد تحركاتهم انطلاقاً من محطات النقل ومحاور الطرق المؤدية إلى شمال المملكة. وأضاف المصدر الأمني أن المشتبه فيه تم الاحتفاظ به تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد طبيعة المحتويات المنشورة، والجهات أو الشبكات المحتملة التي يمكن أن تكون وراء هذا النوع من التحريض. وتأتي هذه العملية في إطار المقاربة الاستباقية التي تعتمدها المصالح الأمنية المغربية، لاحتواء محاولات التنظيم الرقمي للهجرة غير المشروعة، والتصدي للمضامين التحريضية التي تُنشر على الفضاء الرقمي، وتستغل هشاشة بعض الفئات الاجتماعية لجرّها نحو أنشطة غير قانونية تمس بالنظام العام والأمن المجتمعي.