شكل موضوع "ثم ماذا بعد العولمة"، التي انطلقت مساء السبت، محور ثالث ندوات الدورة 33 لجامعة المعتمد ابن عباد الصيفية، المنظمة في اطار موسم اصيلة الثقافي الدولي في نسخته الاربعين. واجمع المشاركون في الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة التي تمتد على مدى يومين، ان العالم يعيش تحولات عميقة، تقتضي تكاثف الجهود من اجل بناء عالم جديد يستجيب لتطلعات الانسانية الى التعايش الحقيقي بعيدا عن هيمنة اطراف على أخرى. وفي هذا الاطار، اعتبر أمين عام مؤسسة منتدى اصيلة ووزير الخارجية السابق، محمد بن عيسى، أن العالم يعيش "مرحلة البحث عن عالم جديد ومغاير، يؤسس لمفهوم جديد للديمقراطية والسلم والتعايش الدولي، من اجل ابعاد اسباب القلق والخوف وعدم الاستقرار". وحسب بن عيسى، فقد"صارت العولمة، في رأي الكثيرين مؤثرة سلبا على المنظومية القيمية والهويات الوطنية. كما تميز هذه المرحلة بالذات بنزوع كبير من بعض القادة السياسيين، وحتى من بعض المفكرين في الغرب، نحو الشعبوية، طالت نظما سياسية هنا وهناك (..)". وأضاف الديبلوماسي المغربي السابق، ان "العولمة ربما افرزت فكرا وتوجهات سياسية قد تكون متعارضة مع مرجعياتها الفككرية الاصيلة." من جانبه، اعتبر وزير الثقافة المغربي السابق، محمد الأشعري، ان العولمة بعدما فرضت على الانسانية نوعا من القدرية العمياء، باتت تفرز وضعا جديدا يتميز بالعودة الى التمسك بالمرجعيات. ووصف الاشعري العولمة بأنها "قوسين انفتحا وهما في طريقهما الى الانغلاق بمعنى ان الامر يتعلق فقط بافاقة اخرى من الافاقات من الوهم". وفي نظر الوزير السابق، فان فترة ما بعد العولمة ستفرز نشوء تيار واسع لانقاذ العولمة. معتبرا انه لا بد للعولمة ان تجد حلا للهوة السحيقة التي تهدد العالم المنقسم الى شقين، عالم يعيش تطور الذكاء الاصطناعي وعالم يكابد من اجل توفير الماء الشروب. من جهته، ذهب المحامي الهندي، سلمان خورشيد، ان "العالم لم يمر الى العولمة الحقيقية التي تفترض التقارب الحضاري والروحي"، معتبرا ان صدام الحضارات استمر وامتد الى صدام داخل الحضارات نفسها. واستدل المتحدث الهندي، بما وقع في 2001، معتبرا ان الارهاب لم يحتج الى وجود صراع بين الحضارات وانما هو نتاج صدام داخل الحضارات نفسها. وخلص خورشيد الى ان " العولمة لم تحدث في الاصل ولم تتحق، اذ هناك دافع نفسي نحو الامام سميناه العولمة". وزير الخارجية الاسباني السابق، ميغبل انجيل موراتينوس، توقع ان تتغير الامور عما يعيشه العالم حاليا، لذا يجب العمل بوسائل جديدة هب ادماج جميع الاطراف". واوضح موراتبنوس، ان هناك طرف جديد على الساحة هو التكنولوجيا التي تتجلى من خلال شركات عملاقة لا يجوز تهميشها واقصاءها من الهياكل الاقتصادية، بل يجب اشراك كل الاطراف في بناء عالم افضل.