ابتداء من يوم الاثنين الماضي، وعلى بُعد اربعة أيام من يوم عيد الفطر، تحول الحصول على تذكرة سفر على متن حافلة للنقل الطرقي او كرسي في إحدى سيارات الاجرة، مرادفا للخضوع لكل اشكال الاستغلال والابتزاز التي تتجدد سنويا بالمحطة الطرقية لطنجة. فقد عرفت اسعار تذاكر السفر نحو مختلف الوجهات، ارتفاعا صاروخيا وصل في بعض الاحيان الى 50 في المائة، وذاك بسبب اقتناء التذاكر مبكرا من طرف المسافرين، بينما تذهب البقية الاخرى رهن الاحتكار من طرف المضاربين والسماسرة، الذين يفرضون الاسعار التي تلبي جشعهم في مثل هذه المناسبات. وزارة التجهيز والنقل واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير بدورهما تنصحان المسافرين، من خلال لافتات ومنشورات بالحرص على تفادي الازدحام، من خلال برمجة السفر مبكرا، ولكن زائر المحطة الطرقية سالفة الذكر قبل أسبوع من العيد، سيكتشف أن الازدحام هو سيّد الموقف. فمساء يوم الثلاثاء الماضي، كانت المحطة ضاجّة بالحركة، كخلية نحل، ضجيج أصوات "الكورتية" يملأ المكان، والمسافرون الذين يجّرون أمتعتهم ينتقلون من مكتب لبيع التذاكر إلى مكتب آخر، أما المكلفون ببيع التذاكر داخل المكاتب المخصصة فيقابلون المسافرين الراغبين في اقتناء التذاكر على غير العادة بنوع من "اللامبالاة"، ما دام أن العرض متوفر والطلب محدود، بينما في الأيام العادية يتعاملون بطريقة مختلفة، ويحاولون كسب الزبون واستمالته بأي طريقة. أمام أحد مكاتب بيع التذاكر يحاول "كورتي" إقناع شابين يريدان السفر إلى أكادير باقتناء تذكرتيهما من عنده، وظل في نقاش معهما لما يقرب عشر دقائق، لكنهما رفضا في نهاية المطاف، وعندما سألتهما "طنجة 24" عن السبب أجاب أحدهما بأنّ ثمن التذكرة غير معقول. "السفر إلى الرباط لا يتجاوز عادة 100 درهم، واليوم قفز إلى 150 درهما"، يقول أحد الشابين، مضيفا أنهما سيتريثان قليلا، لعلهما يعثران على تذكرة أرخص، وإذا لم يتوفر ذلك سيسافران لأن العيد يحتم ذلك، وبأي ثمن. "القفزة الصاروخية" لأسعار التذاكر لا حظتها "طنجة 24" في مختلف مكاتب بيع التذاكر، التي ازدادت أسعار بعضها بنسبة 50 بالمائة، قبل أيام من العيد، حيث قفزت أسعار التذاكر التي كانت في حدود 100 أو 110 دراهم إلى 170 درهما. نفس المعطى يتعلق باسعار التنقل بواسطة سيارات الاجرة الكبيرة نحو بعض المدن المجاورة، اذ عمد مجموعة من السائقين على رفض زيادات كبيرة نظير خدماتهم، حيث وصل سعر التنقل نحو مدينة تطوان الى 40 درهم للشخص الواحد مقابل 25 درهم في الايام العادية. وزارة التجهيز والنقل، والتي تدعو المسافرين إلى برمجة أسفارهم مبكرا لتجنب الازدحام، واقتناء التذاكر من الشباك، واحترام الساق وباقي المسافرين، نسيت أن تنصح أرباب شركات النقل أن يحترموا المسافرين بدورهم، خصوصا فيما يتعلق بأسعار بيع التذاكر في مثل هذه المناسبات التي يكثر فيها الإقبال على السفر، والتي يحددونها كيفما شاؤوا، بدون حسيب ولا رقيب.