رغم أنها لم تتجاوز ربيعها الثالث، استطاعت الطفلة، خديجة جويد، أن تفتحم عوالم الفن التشكيلي من أوسع أبوابه، لتبدع لوحات فنية تفيض بالموهبة والابداع الطفوليان. فانطلاقا من حجرتها بمنزل عائلتها في مدينة طنجة، تواصل الطفلة خديجة جويد، مشوارها في رسم معالم مستقبلها الفني، بواسطة ريشة الفن التشكيلي، حيث تمخضت موهبتها الطفولية عن لوحات فنية تضاهي أعمال كثير ممن لهم باع طويل في هذا المجال.داخل هاته الغرفة التي ارتأى والدا الطفلة ، أن يجعلا منها مرسما ومكانا خاصا لممارسة ابنتهما لهوايتها، تصطف مجموعة من اللوحات يصل عددها إلى 27 لوحة فنية من إبداعات خديجة جويد، وهي مجموعة كانت كافية لتأثيث رواق في معرض تشكيلي، تم تنظيمه بمدينة طنجة، في فبراير الماضي، من أجل التعريف بهذه الموهبة الطفولية النوعية.ويعود البشير جويد، وهو والد الطفلة خديجة، إلى البداية الأولى لتجربة ابنته في هذا المجال، قائلا في حديثه “لاحظنا أنا وزوجتي، اعجاب ابنتنا بالرسم والأولوان، فاتخذنا قرارنا بالعمل على تثمين هذا الاهتامام والموهبة التي أبانت عنها في أكثر مرة من خلال أعمال بسيطة”.ويتابع جويد “قمنا بتسجيل خديجة في مدرسة متخصصة في الفن التشكيلي حتى تجد المجال المناسب للتعبير عن موهبتها وتنمية قدراتها على نحو مناسب تحت إشراف متخصصين”.لم يقف البشير جويد عند هذا الحد، لكنه عمل أيضا على تجهيز مرسم لابنته داخل البيت، وتهيئته بجميع اللوازم الضرورية لممارسة هوايتها من أدوات للرسم من ريشات وألوان، إلى جانب جهاز تلفاز. حسب ما عاينه مراسل الأناضول في زيارته لمنزل أسرة هذه الفنانة المغربية الصاعدة.وفي هذا الفضاء الفني داخل منزل الأسرة، تجلس خديجة بضع دقائق أمام جهاز التلفزيون لمشاهدة مقاطع فيديو لدروس في الرسم تقدمها متخصصة أسترالية في الفن التشكيلي، تدعى أليتا أندريه.بعد ذلك، تقوم خديجة بتقليد ما شاهدته على شريط الفيديو، حيث تبدأ بمزج الألوان اللازمة ﻹخراج الرسم محاكيا لما هو عليه في الدرس المصور.ولا يخفي جويد الأب أن الإدمان والهوس بالأجهزة الالكترونية الذي بات منتشرا في أوساط الأطفال، كان من بين الأسباب الذي دفعه إلى تشجيع طفلته لسلوك هذا المسار، حتى يجنبها الوقوع في شرك جميع العادات السيئة المرتبطة بالاجهزة ىلالكترونية.ويعرب البشير جويد، أن ترتقي ابنته إلى مصاف الفنانين الكبار وأن تكون ابداعاتها في المستقبل، إضافة نوعية لمجال الفن التشكيلي بالمغرب وخارجه.