بعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا واعتراف باريس بسيادة المغرب على الصحراء، عادت فرنسا بقوة للمنافسة على الصفقات العسكرية التي يسعى المغرب لتعزيز قدراته بها. ومن بين أبرز هذه الصفقات التي يُنتظر أن يتم الاتفاق عليها، هناك مروحيات H225 Caracal، مقاتلات رافال المتطورة، ومدرعات VAB MK 3 ناقلة الجند ذات الدفع 6×6، والتي قام المغرب بتفقدها في عدة مناسبات مع إمكانية تصنيعها جزئيًا محليًا. كما تجري مفاوضات بشأن صفقة غواصات من طراز "سكوربين" الفرنسية. وبحسب مصادر مطلعة، قدمت شركة إيرباص الفرنسية مؤخرًا عرضًا جديدًا للمغرب يشمل 12 مروحية H225 Caracal، وسط توقعات بإمكانية توقيع العقد خلال زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب قبل نهاية عام 2024، إذا تم التوصل لاتفاق بين الجانبين. وتجدر الإشارة إلى أن صحيفة "لاتريبيون" الفرنسية كانت قد كشفت في عام 2021 عن مفاوضات بين المغرب وشركة "إيرباص هيليكوبتر" لشراء 8 مروحيات H225M Caracal، إلا أن هذه المفاوضات توقفت في ظل التوتر الدبلوماسي بين البلدين آنذاك. مروحية H225 Caracal: القوة الجوية متعددة المهام وتعتبر مروحية H225 Caracal، والمعروفة أيضًا باسم Airbus Helicopters H225M، من الطائرات العسكرية الثقيلة المخصصة للنقل التكتيكي بعيد المدى. صُممت هذه المروحية بناءً على طراز Eurocopter AS532 Cougar، وتعمل بمحركين توربينيين، وتستطيع حمل 28 جنديًا إلى جانب طاقمها المكون من طيارين. تُستخدم المروحية في نقل القوات، الإخلاء الطبي، البحث والإنقاذ القتالي، بالإضافة إلى مهام أخرى متعددة. وتبلغ سرعة المروحية القصوى 324 كم/ساعة، ومدى طيرانها يصل إلى 857 كم، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للعديد من القوات الجوية حول العالم. كما تتميز بقدرتها على العمل في أصعب الظروف القتالية، فهي مزودة بأنظمة تسليح متقدمة تشمل صواريخ عيار 68 ملم، ومدافع رشاشة، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للسفن وطوربيدات مضادة للغواصات. إن الاهتمام الفرنسي المتجدد بالصفقات العسكرية مع المغرب يعكس أهمية التعاون الدفاعي بين البلدين في ضوء التحولات الجيوسياسية الإقليمية، ويبرز تطلعات المغرب لتعزيز قدراته العسكرية عبر اقتناء أنظمة متطورة تلبي احتياجاته الأمنية والدفاعية.