بخبرة واسعة في الأمن السيبراني ومسيرة سياسية طويلة، يستعد المغربي الأصل كريم بوعمران لاقتحام المشهد السياسي الفرنسي من أوسع أبوابه. أصبح اسمه الأكثر تداولاً في وسائل الإعلام الفرنسية بعد ترشيح اليسار له ليكون رئيس الوزراء الفرنسي المقبل. هذا الترشيح يثير اهتمام الرأي العام الفرنسي، خاصة بين الجاليات المغربية والعربية التي تشكل جزءاً كبيراً من مجتمع المهاجرين في فرنسا. قبل عشرة أيام، أعلنت "الجبهة الشعبية الجديدة" عن مرشحها لرئاسة الحكومة الفرنسية المقبلة، وهو كريم بوعمران، الذي وصفه السياسيون الفرنسيون ب"أوباما فرنسا". بوعمران، الذي يشغل حالياً منصب عمدة مدينة "سان أوين"، ينتمي للتحالف الأكبر في الجمعية الوطنية الفرنسية ب193 نائباً. من هو كريم بوعمران؟ كريم بوعمران، 51 عاماً، وُلد في 21 فبراير 1973 لعائلة مغربية بسيطة. بدأ مسيرته السياسية وهو في ال23 من عمره من مدينة "سان أوين" في مقاطعة "سين سان دوني". شغل عدة مناصب في شركات مختلفة قبل أن ينتقل للعمل في مجال الأمن السيبراني، حيث تبوأ مناصب قيادية في شركات متعددة. انضم بوعمران إلى الحزب الاشتراكي في 2014 وأصبح متحدثاً رسمياً باسمه، بعد انتقاله من الحزب الشيوعي. وفي 2020، انتُخب عمدة لمدينة "سان أوين" بنسبة 38% من أصوات الناخبين. لماذا تم ترشيحه؟ غاسبار غانترز، المستشار السابق للرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، وصف بوعمران بأنه "المرشح المثالي بكل وضوح لقصر الإيليزيه" لقيادة الحكومة الجديدة. كما أشار الإعلام الفرنسي، مثل صحيفة "لا ديبيش"، إلى أن سيرته الذاتية تتوافق مع معايير الرئيس ماكرون لتشكيل حكومة ائتلافية تتماشى مع مبادئ حزبه. كما ألقى الإعلام الفرنسي الضوء على نجاحات بوعمران خلال الأولمبياد الأخير في فرنسا، حيث أشادت صحيفة "لوفيغارو" بدوره في استضافة مدينة "سانت أوين" للرياضيين البرازيليين، وهو ما لفت الانتباه حتى من الإعلام الأميركي.