رغم قساوة الطقس التي تعرفها المنطقة الشمالية من المغرب، والمتمثلة في برودة الجو والتساقطات المطرية والرياح العاصفية، إلا أن كل هذه العوامل الصعبة لم تمنع المئات من النساء العاملات في التهريب المعيشي بباب سبتةالمحتلة، من مواصلة المبيت في العراء ليلا من أجل الدخول إلى سبتة صباحا. وحسب ما عاينته جريدة "طنجة 24" بين ليلة الاحد والاثنين، فإن "الديوانة" امتلئت بمئات "الحمالات" اللواتي قررن المبيت متكئات على بعضهن البعض في انتظار ضوء الصباح من أجل دخول سبتة لتهريب السلع، والحصول على مبلغ لا يتجاوز في الغالب 300 درهم. وصرحت إحدى ممتهنات التهريب لجريدة "طنجة 24" أن سبب مبيت هذا العدد الكبير من النساء قرب المعبر الحدودي، هو بهدف التواجد داخل الطابور للحصول، عند فتح المعبر، على بطاقة العبور التي تمنحها السلطات الاسبانية ل 4 آلاف حمالة فقط، ومن يأتي بعد هذا العدد لا يحصل عليها، مع العلم أن عدد العاملات في التهريب يفوق 15 ألف امرأة. وفي الوقت الذي كان يعتقد البعض أن احوال الطقس الصعبة كانت ستحول دون تواجد أعداد كبيرة من النساء عند المعبر ليلة الاحد، إلا أن ذلك الاعتقاد تبين عدم صحته، بالنظر إلى توافد أعداد كبيرة من "الحمالات" إلى باب سبتة، في مشهد يكشف أن لقمة العيش أهم لدى هؤلاء من كل العوامل الاخرى.