كانت سنة 2011 استثنائية في تاريخ الرياضة بمدينة طنجة، ليس لأن الفرق المحلية حصدت ألقابا وطنية أو قارية، ولكن لأن السنة شهدت تدشين مشاريع "مهيكلة"، مكنت مدينة البوغاز من أن تصبح رقما صعبا في أجندة المواعيد الرياضية وطنيا ودوليا. واستضافت طنجة هذه السنة البطولة الإفريقية للأمم للكرة الطائرة (بين 20 و30 شتنبر)، ودوري شمال إفريقيا للمنتخبات الأولمبية لكرة القدم (بين 1 و 4 نونبر), وقسما من مقابلات البطولة الإفريقية لأقل من 23 سنة المؤهلة للألعاب الأولمبية بلندن 2012 (26 نونبر إلى 10 دجنبر), وكأس الأبطال الفرنسية - الكأس الممتازة (27 يوليوز). ولم يكن لهذه المنافسات أن تجرى بطنجة إذا كانت مدينة البوغاز تفتقر إلى بنيات تحتية رياضية بمعايير عالمية قادرة على استقبال التظاهرات الرياضية الكبرى، ويتعلق الأمر بملعب طنجة الكبير والقاعة المغطاة الجديدة.طنجة نيوز وجاء تدشين هذه البنيات التحتية في لحظة مواتية من أجل سد الخصاص الحاصل في المنشآت الرياضية العالية المستوى، الأمر الذي كان يؤثر بشكل سلبي على الرياضة المحلية ويمنع أندية المدينة، إلى جانب عوامل أخرى، من تحقيق إقلاع منشود ومستدام، بشكل يضع طنجة في مكانها الصحيح ضمن المشهد الرياضي الوطني. ملعب كبير بمعايير دولية يعد هذا الملعب واحدا من الجيل الجديد، يستجيب للمعايير الدولية للفيفا بالنظر إلى تجهيزاته وخدماته العالية الجودة، إذ يمكن طنجة، بفضل 45 ألف مقعد قادرة على التوسعة إلى 65 ألف مقعد ونظام إضاءة وصوت حديث، من تنظيم التظاهرات الرياضية والثقافية الكبرى. وتطلب تشييد الملعب الجديد، الذي انطلقت أشغاله سنة 2003, استثمارا إجماليا تقارب قيمته مليار درهم على مساحة 84 هكتارا على بعد 10 كلم من وسط مدينة طنجة, في مكان يقع بالقرب من أنظمة النقل والمواصلات. ويتوفر الملعب على 17 بوابة رئيسية, وقاعتين للمؤتمرات بسعة 250 و400 مقعدا, مجهزة بأنظمة الترجمة الفورية, بالإضافة إلى قاعة مختلطة لإجراء اللقاءات بين اللاعبين والصحافيين, و4 مستودعات للعدائين بسعة 68 شخصا لكل واحد. كما يضم هذا الملعب حلبة لألعاب القوى زرقاء الأرضية, وهي فريدة من نوعها بالقارة الإفريقية, ومطعما مطلا على رقعة الملعب, و30 مقصفا, و18 صالون للشخصيات المهمة, وشاشة عملاقة بمساحة 84 مترا مربعا, وشاشات إعلانية إلكترونية حول الملعب, ونظام إنارة بمعايير الفيفا مع إمكانية النقل التلفزي المباشر.
قاعة مغطاة بنكهة قارية حظيت القاعة المغطاة بطنجة, التي شرع في استغلالها منذ 20 شتنبر الماضي, بافتتاح خاص حينما احتضنت, في أفضل الظروف, البطولة الإفريقية للأمم للكرة الطائرة. وتتوفر القاعة, التي تتسع إلى 3500 متفرج مع إمكانية الرفع من طاقة الاستقبال إلى 3800 متفرج, على جميع التجهيزات الضرورية لضمان التنظيم الجيد للتظاهرات الرياضية الكبرى على المستوى الدولي. وتطلب تشييد هذه المعلمة الرياضية, الممتدة على مساحة 6 آلاف متر مربع, غلافا ماليا قدره 80 مليون درهم بتمويل من وكالة تنمية أقاليم وعمالات الشمال والجماعة الحضرية لطنجة. وتتوفر هذه البنية التحتية الرياضية على الخصوص على مستودعين لتغيير الملابس في انتظار بناء مستودعين آخرين, ومنصة شرفية, ومنصة للصحافة, وقاعة متعددة الوسائط, وقاعة للحكام, ومركز صحي, بالإضافة إلى ولوجيات للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
نحو مدينة رياضية حقيقية يدفع الموقع الجغرافي المتقارب بين هذين المنشأتين الرياضيتين بمنطقة الزياتن إلى التفكير في بناء مدينة رياضية حقيقية بالمنطقة, التي تضم سلفا مركزا للتكوين والتدريب التابع لنادي اتحاد طنجة. وهي الفكرة التي صرح بها عمدة طنجة فؤاد العماري خلال افتتاح القاعة المغطاة, إذ أشار إلى أهمية هذه البنيات التحتية الجديدة في انتظار وضع أسس للإقلاع الرياضي بالمدينة, مؤكدا على أن هناك مشاريع قيد البناء من أجل التأسيس لمدينة رياضية حقيقة. بهذا الصدد, لا يخفي أبناء مدينة البحرين طنجة, وخاصة المهتمين بالشأن الرياضي منهم, طموحهم إلى رؤية المدينة وهي ستكمل بناء بنياتها الرياضية العالية المستوى, وخاصة تشييد مسبح أولمبي, وهي المنشأة التي تعوز مدينة مطلة على واجهتين بحريتين.