يحتفي العالم اليوم، الأول من دجنبر، باليوم العالمي لمكافحة مرض الإيدز، حيث تقام في كثير من دول العالم فعاليات مختلفة، ترعاها منظمة الأممالمتحدة، للتشجيع على العلاج من المرض، بالنسبة لحاملي فيروس نقص المناعة المكتسب، أو الوقاية منه، بالنسبة للأصحاء. ولكن في هذا اليوم، يجب أن نعرف جميعا، ما هو مرض الإيدز؟ وما هي مخاطره وأعراضه؟ وكيف ينتقل من شخص لآخر؟ وهل لهذا المرض طرق للوقاية من الإصابة به؟ مرض الإيدز أو مرض "نقص المناعة المكتسبة"، هو من أخطر الأمراض التي تواجه عالمنا الآن، فهو من الأمراض المزمنة التي تصيب الإنسان، نتيجة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري "فيروس الإيدز HIV"، عندما يصيب هذا الفيروس جسم الإنسان، يفقده قدرته على مقاومة الفيروسات الأخرى التي تدخل للجسم، إضافة لفقدان قدرته على مقاومة الجراثيم والفطريات. بمعنى آخر، يفقد الجسم قدرته على مقاومة أي كائن غريب في الجسم، ويصبح الجسم ضعيفاً وعرضة للإصابة بأمراض أخرى مختلفة كالسرطانات، والإلتهابات الرئويّة وإلتهاب السّحايا. ويمر هذا المرض بمراحل وتطوّرات عديدة تختلف من شخص لآخر، وبالتالي تختلف أعراض المرض باختلاف المرحلة، ففي المرحلة الأولى نادراً ما تظهر أعراض، لكن قد يصاب المريض في أول أسبوعين بأعراض الإنفلونزا العادية وهي ارتفاع درجة الحرارة، والشعور بالصداع وآلام الحنجرة. وحسب الدكتور أحمد إسماعيل، المتخصص في أمراض الدم، فإن المريض قد يلاحظ انتفاخات في الغدد الليمفاوية، وطفح جلدي، ولكن في مرحلة لاحقة، قد تمتد بين سنة و10 سنوات، يكون الفيروس خلالها قد تمكن من الجسم ودمر مناعته، هنا تظهر بعض الأعراض، مثل الإسهال الشديد، وفقدان سريع للوزن، وارتفاع في درجة حرارة الجسم، ويشعر المريض كذلك بضيق في التنفس. وأضاف إسماعيل، في تصريح ل"سبوتنيك"، إنه في المرحلة الأخيرة من الإصابة بالفيروس، تظهر أعراض أكثر خطورة على الجسم، حيث يصبح عرضة للإصابة ببعض أنواع السرطان، والالتهابات الرئوية الحادة، بينما تكون هناك أعراض مزمنة تلازم المريض، مثل الإسهال المزمن، والصداع الدائم، وفقدان كبير للوزن، وحدوث اضطراب في الرؤية، وظهور نقاط بيضاء دائمة وجروح غريبة في اللّسان وجوف الفم، كما يعاني المريض من القشعريرة الدائمة أو الحمى الدائمة، وكذلك التعرق الليلي الزائد. أما طرق الإصابة بهذا المرض فهي محددة، حسب موسوعة الطب الحديث، فمن أهمها وأشهرها الممارسات الجنسية بين الذكر والأنثى، حيث ينتقل الفيروس من الشخص المصاب للشخص السليم، ومن الحالات التي ينتقل فيها هذا الفيروس أيضا، نقل الدم من شخص مصاب لشخص سليم، أو استخدام الإبر والحقن الملوثة بالفيروس، وينتقل كذلك من الأم الحامل إلى جنينها في فترة الحمل، وينتقل من الأم المرضعه لطفلها، إذا كانت تحمل الفيروس، وفي 2008 أودى المرض بحياة مليوني شخص حول العالم. ولكن ما هي إمكانية الشفاء من هذا المرض؟ في العام 2013، ظهرت دراسة أعدها باحثون في فرنسا، قالت إن العلاج السريع لمصابي فيروس (إتش أي في) المسبب لمرض الإيدز، ربما يكفي لشفاء حالة من كل 10 حالات في المراحل المبكرة لاكتشاف الإصابة، حيث استطاع الباحثون إجراء تحليل شمل 14 شخصا، ممن توقفوا عن تناول العلاج، وكانت النتيجة عدم ظهور أي علامة تشير لتنامي نشاط الفيروس. وجاءت نتيجة الدراسة في أعقاب تقرير أفاد بشفاء طفلة رضيعة على نحو فعال جراء علاج مبكر خضعت له في الولاياتالمتحدة، لكن أغلب حالات الإصابة بالفيروس لا يتم تشخيصها إلا بعد انتشار الفيروس في جسم المريض. هنا يقول الدكتور أحمد إسماعيل، إن هناك حالات قليلة جداً في العالم تم شفائها بعدما استفحل المرض فيها، ولكن بعض الحالات تم محاصرة المرض لديها قبل أن يبدأ هجومه على الجهاز المناعي، ومن بينها حالات هنا في مصر، حيث يتلقى العلاج من مرض الإيدز نحو 3 آلاف شخص سنوياً، ويتم شفاء بعض الحالات.