بمناسبة ذكرى المولد النبوي، تنظم الطريقة القادرية البودشيشية، الدورة الثانية عشرة للملتقى العالمي للتصوف، خلال الفترة الممتدة بين 28 نونبر الجاري إلى غاية الفاتح من دجنبر المقبل، بمداغ بمدينة بركان شرق المغرب. الدورة المنظمة بشراكة مع المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، تحت شعار "التصوف والدبلوماسية الروحية: الأبعاد الثقافية والتنموية والحضارية"، يغيب عنها شيخها الراحل حمزة البودشيشي، الذي وافته المنية بداية هذه السنة. وتتوخى هذه التظاهرة، بحسب المنظمين، تسليط الضوء على الدور الكبير الذي تضطلع به الدبلوماسية الروحية في التقريب بين الشعوب، وتفعيل ثقافة الحوار والتعايش، وترسيخ القيم الإسلامية النبيلة الداعية إلى التسامح والمحبة والسلام. وفي هذا الصدد، استعرضت ورقة تقديمية للملتقى سياق تبلور مفهوم "الدبلوماسية الموازية"، التي يعتبر البعد الروحي والديني من أهم فاعليها، لافتة إلى أن التصوف يشكل، في هذا الإطار، مرجعا روحيا وثقافيا هاما، لأنه يعد "من أكثر المكونات الدينية رعاية وخدمة للأبعاد الروحية والوجدانية لأمتنا، وذلك لاختصاصه بخدمة الجانب الإحساني من الدين الإسلامي، المتمثل في تزكية النفس وتطهيرها والسمو بها إلى كمالات الأخلاق". وأشارت إلى أن التصوف قدم، طيلة تاريخه، نماذج إنسانية وحضارية راقية شكلت مرجعا قيميا وأخلاقيا وروحيا كبيرا، وكان لها الأثر البالغ في إشاعة روح التعايش والتسامح بين الأفراد والشعوب. وأبرزت الوثيقة ذاتها الدور الكبير والرائد للمغرب في تفعيل الدبلوماسية الروحية في أرقى مستوياتها، وذلك في سياق ما عرفه من تميز وتفرد لهذا البعد الروحي وما شكله من عمق وتأصل مكونات هويته، معتبرة أن التصوف شكل مرجعا ثقافيا وروحيا وحضاريا هاما ضمن مقومات هذه الهوية، ما أعطى للتجربة الدينية المغربية توازنها وخصوصيتها. ويناقش المشاركون في هذا الملتقى قضايا مرتبطة، على الخصوص، ب "الدبلوماسية الروحية وترسيخ ثقافة السلام"، "والدبلوماسية الروحية ودورها في الوقاية من آفتي الغلو والتطرف"، و"الدبلوماسية الروحية وتنمية الرأسمال اللامادي للشعوب"، و"الدبلوماسية الروحية المغربية في العمق الإفريقي"، و"الدبلوماسية الروحية والقضايا الوطنية".