بعد الإشادة والإعجاب الذين لقياه سلوك ثلاثة تلاميذ عثروا على مبلغ مالي كبير في حقيبة ضائعة من صاحبها، من المنتظر أن يقوم وزير التربية الوطنية بالنيابة محمد الأعرج، الأسبوع المقبل، بزيارة خاصة لمدينة أصيلة، حيث ينتظر أن يستقبل هؤلاء التلاميذ لتحيتهم على سلوكهم النبيل. وأفادت مصادر مطلعة أن الوزير الأعرج، سيخصص تكريما لهؤلاء التلاميذ الثلاثة، من أجل سلوكهم الأخلاقي المثير لﻹعجاب، الذي من شأنه أن يعيد الاعتبار للمدرسة العمومية، في ظل ما بات ينسب لها من اختلالات أخلاقية وتربوية. وكان الأطفال الثلاثة، وأسماؤهم أنس وأيوب وآدم، خلال توجههم نحو منتزلهم عائدين من المؤسسة حيث يدرسون، قد عثروا على حقيبة تحتوي على مبلغ يقارب 30 ألف درهم ، فضلاً عن مبلغ آخر بعملة اليورو وجوازي سفر ووثائق أخرى. وتعود الحقيبة إلى مواطن مغربي يعمل في هولندا، سقطت منه عندما كان متجها إلى سيارته. وكان أوّل ما فكر فيه هؤلاء التلاميذ الذيتن يدرسون بمؤسسة الإمام الأصيلي الإعدادية، فيه هو الذهاب مباشرة إلى مقر مفوضية الشرطة، إذ سلموا المسؤول هناك الحقيبة. وفي داخل المركز جرى عدّ المبلغ الموجود في الحقيبة، وما هي سوى دقائق، حتى جاء صاحب الحقيبة ليضع شكواه بفقدان حقيبته، فكان الخبر السار له: حقيبتك موجودة!. وكانت فرحة صاحب الحقيبة كبيرة وهو يكتشف أن ثلاثة أطفال أعادوا له ما ضاع منه، بل إن الأطفال الثلاثة رفضوا الحصول على أيّ مقابل كمكافأة على ما قاموا به رغم إلحاح صاحب المال على ذلك. وقد برّروا سبب توجههم إلى المركز الأمني بدل الاحتفاظ بالحقيبة بأنهم لا يرغبون في أخذ ما ليس لهم، وتحديداً "الحرام". واحتفى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بما قام به الأطفال الثلاثة، خاصة وأن الخبر جاء في الأسبوع ذاته الذي شهد اعتداء تلميذ على أستاذه عندما ضربها بالسكين على وجهها. واعتبر المحتفون أن سلوك الأطفال الثلاثة يحيي الأمل ويؤكد أن التربية الحسنة لا تزال حاضرة بين الأسر المغربية.