لا حديث في الأوساط القريبة من المشهد السياسي بإقليم العرائش إلا عن تعثر الإقليم عن ركب التنمية مقارنة بباقي أقاليم الجهة، وهو حديث ترافقه الحرقة والتذمر، ويعزو البعض ذلك إلى تعاقب مسؤولين في الإدارة الترابية لا يهتمون بالإقليم واحتياجاته الحقيقية وهمهم الوحيد هو تمضية سنوات الخدمة به والخروج منه بامتيازات عينية أو مهنية . واستبشر الفاعلون في تدبير الشأن المحلي خيرا في كاتب عام جديد إلتحق بعمالة العرائش في صيف 2022 قادما من سطات، وحمل معه وعودا وردية بإحداث تغيير وثورة في تدبير عدد من الملفات تعتبر ساخنة وذات تأثير مباشر على الساكنة المحلية، ليتضح أن الرجل كان يبيع الوهم للجميع وهو المعروف بأسلوب الهروب إلى الأمام والتماطل وتضييع الفرص التنموية على المجالات الترابية التي يوضع على رأسها. فعلى مستوى قطاع التعمير، يعاب على الكاتب العام الجديد عدم فعاليته في إيجاد حلول لخريطة التعمير بالإقليم وفشله في إخراج عدد من وثائق التعمير بعدد من جماعات الإقليم خصوصا الحضرية منها. وكمثال آخر لهذا الفشل وعلى المستوى الاقتصادي هذه المرة، ما زال قطاع تدبير النقل الحضري والنقل بين الجماعات يراوح مكانه سيما مع حالة البلوكاج الذي يعاني منها قطاع سيارات الأجرة وتدبير المأذونيات والعقود النموذجية والمنازعات، والتي سبق لذات المسؤول أن قطع وعدا بحل كل المشاكل المرتبطة به في غضون سنة، وقد مرت السنة دون تسجيل تقدم يذكر. وعلى مستوى التنمية القروية يشير بعض المهتمين أن الكاتب العام الجديد يعتبر المسؤول عن حالة الجمود الذي يعرفه ملف تعبئة العقارات السلالية للاستثمار، كما يتهمه عدد من المواطنين بالوقوف حجر عثرة في وجه تسليم شواهد إدارية تتعلق بنفي الصبغة الجماعية عن عقارات يملكها مواطنون قرويون مقهورون حقا وفعلا. وأخيرا وليس آخرا ، يصف متتبعون تدبير الكاتب العام لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة بالمتخبط والمرتبك، والخروج عن الركائز والدعامات التي سطرها وزير الداخلية أمام أنظار صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في حفل إطلاق المرحلة الثالثة 2019-2023 والتي شارفت على الإنتهاء دون تحقيق أهدافها والتي من بينها تحقيق تنمية بشرية واجتماعية مستدامة، ضامنة لقيم الكرامة والمساواة والتضامن، وباعثة لأمل أكبر لدى الأجيال الصاعدة. كل هذا جعل أحد المعلقين يصف ما يحدث بهذا الإقليم ساخرا بأنه ينطبق عليه المثل الشعبي الذي يقول" كيتعلمو الحسانة فريوس ليتامى" والكاتب العام الجديد أحد هؤلاء المتعلمين.