إلى عهد قريب، كانت المساحة المخصصة للرياضة، على صفحات جرائدنا، أضيق من رقعة الشطرنج. ولم تكن، حسب ما تمكنا من رصده، لمختلف منابرنا الإعلامية أقساماً قائمة بذاتها تعنى بأخبار الرياضة وشؤونها في هذا البلد.. ووالد وما ولد من جهات وأقاليم ومدن كبرى ومتوسطة وصغري أو ما يشبهها... وكانت (الصفحة الرياضية) تتبوأ ترتيباً ذيلياً اصطفافاً مع باقي التخصصات (مسألة التخصص، آنئذ، كانت نسيبة). ثم إن الصحافي الرياضي، لم يكن لاسمه متسع في الشهرة والمجد.. أما الحديث عن شعبة أو قسم أو فصل خاص بالصحافة الرياضية في معاهد التكوين العمومية أوالخاصة لم يكن ليستقيم مع عقلية المرحلة.. ولكن مع ذلك، شق هذا الجنس الصحفي، المختلف تماماً عن باقي التخصصات، طريقه وسط الزحام وفرض نفسه بقوة وتمكن من احتلال مكانة رفيعة بين (أقرانه) الذين كانوا يرون فيه مجرد طفل يلهو ويمرح وينط ويضيع الوقت من غير فائدة ولا طائل... اليوم، وغذاً: افتح أي جريدة وتصفح أي مجلة تجد الرياضة وأخبار نجومها في الصدارة وبألوان الطيف كلها، أما عن القنوات الإذاعية والتلفزيون فلا تناقش ولا تقارن نسب الاستماع والمشاهدة، وعن الوسائط الرقمية فلا تسأل... عندنا، وعند غيرنا: أتحدى أن يستطيع أي زعيم سياسي مهما ارتفع منسوب شعبيته في حقينة الشهرة جمع عدد غفير من الجماهير بحجم جمهور كرة القدم مثلاً. الصحافة الرياضة، كانت ولازالت منصة للنضال وتوجيه سهام النقد للفاعل الرياضي وتمارس عليه دور الرقيب والمحاسب، ولها الحق لأن الرياضة عندنا في هذا البلد الرياضي بامتياز لازالت تدبر شؤونها بالمال العام الذي يغطي مساحة شاسعة من مصاريفها، كما تستعمل منشآت الدولة في ممارستها. وبجانب هذا وذاك، لا يمكن أن نغفل الدور الهام الذي تلعبه الصحافة الرياضية باعتبارها أداة نقدية فنية فعالة تستند إلى المهارات التقنيات واللغة الرياضية المتخصصة التي تساهم في الرفع من المردودية لدى الرياضي الممارس... ويستمر حديثنا. - نلتقي!