يحضر الاطفال بشكل بارز خلال الوقفات والمسيرات الحاشدة التي تنظم في مدن المملكة، دعما لفلسطين وقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ أكثر من شهر، خلفت دمارا هائلا وآلاف القتلى والجرحى من المدنيين الفلسطينيين. وما بين طفلة ترفع الشعارات أمام حشد من الأطفال يرددون معها هتافات داعمة لفلسطين، وأطفال آخرون يحملون هم فلسطين ويصدحون بحبها من فوق سيارة، تتكرر مشاهد مشاركة الأطفال في المظاهرات، لتبين حب فلسطين والمسجد الأقصى في قلوب أطفال المغرب. صغار الحجم كبار المعاني حملت إحدى الأمهات طفلتها الصغيرة التي بالكاد تعرف القراءة، وهي ترفع ورقة تضم شعارات مناصرة لغزة، وانخرطت الصغيرة في ترديد الشعارات بمعية أطفال آخرين. وفي مكان غير بعيد من الطفلة، صعد أطفال رفقة آبائهم سيارة وهم يرددون الشعارات ويحملون الأعلام الفلسطينية ومكبرات الصوت. وغالبا ما يصطحب الآباء والأمهات أطفالهم للمشاركة في المسيرات والوقفات التضامنية مع فلسطين، مثل المسيرة الحاشدة التي نظمت بمدينة الدارالبيضاء في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي من طرف الجبهة المغربية لأجل فلسطين ومناهضة التطبيع، أو خلال الوقفات اليومية التي تنظم بمختلف المدن. وفي مسيرة الدارالبيضاء، حمل الأطفال لافتات تساند أطفال غزة كتب عليها: "أطفال الدارالبيضاء يتضامنون مع أطفال غزة" و"أطفال المغرب يدعمون فلسطين وأطفالها". وقال بعض أطفال الدارالبيضاء لمراسل الأناضول إنهم يريدون إيصال صوتهم لأطفال غزة وللعالم، وإنهم يتضامنون مع أطفال غزة، ويريدون أن يروا فلسطين حرة. مسرحية تعليمية نظم 6 أطفال مسرحية خلال مسيرة الدارالبيضاء، حيث جسدوا معاناة تعرض أطفال غزة للقتل والتجويع والتعذيب الإسرائيلي، وكيف استطاع المقاومون تخليصهم من بطش إسرائيل الذي جسدته على شكل "شبح". مشاهد كثيرة تكررت في المسيرات التضامنية عكست ارتباط أطفال المغرب بالقضية الفلسطينية، وحرص الآباء والأمهات على السير معا في صف واحد وهم يجررن عربات أطفالهم الصغار خلال المسيرات. ويحرص بعض الآباء على أن يلبسوا أبناءهم الكوفية أو رفع العلم الفلسطيني، بينما جسد أطفال آخرون استهداف إسرائيل للرضع والأطفال من خلال حملهم للصواريخ وبجانبهم من يحمل دمى لأطفال رضع. وقفة رمزية في 29 أكتوبر الماضي، نظم أطفال مغاربة وقفة رمزية أمام مبنى البرلمان بالعاصمة الرباط، تضامنا مع غزة وأطفالها. وشارك في الوقفة التي نظمتها المبادرة المغربية للدعم والنصرة أمام البرلمان، عشرات الأطفال رفقة أهاليهم، رافعين أعلام فلسطين ومتوشحين بالكوفية الفلسطينية. وتخلل الوقفة مسرحيات وأشعار وكلمات قدمها أطفال، ضمن أنشطة أخرى تعكس هدفا واحدا هو "غرس حب فلسطين والأقصى في قلوب الأطفال". ومنذ 33 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، قتل فيها 10 آلاف و328 فلسطينيا، بينهم 4237 طفلا و2719 سيدة، وأصاب نحو 26 ألفا، كما قتل 163 فلسطينيا واعتقل 2215 في الضفة الغربية، بحسب مصادر رسمية. وكانت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أطلقت فجر 7 أكتوبر عملية "طوفان الأقصى" ضد المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، ردا على "الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.