دفع الغموض الذي ما زال يكتنف مستقبل اتفاق "الجمارك التجارية" بسبتة ومليلية؛ فعاليات سياسية في إسبانيا الى مساءلة حكومة مدريد عن تنفذ هذا الاتفاق الذي مر على إعلانه شهور طويلة. إحدى ردود الفعل هذه؛ كانت من جانب النائب البرلماني عن الحزب الشعبي الإسباني؛ بابلو إيسيان؛ الذي وجه سؤالا الى الحكومة التي يقودها الاشتراكي؛ بيدرو سانشيز؛ مطالبا من خلاله بتقديم توضيحات بشأن حقيقة الوضع المرتبط بتطبيق هذا الاتفاق الجمركي مع المغرب. يأتي هذا الموقف؛ في سياق حالة استياء عارمة داخل اسبانيا؛ التي تستعجل تنفيذ الاتفاق الذي مر على إعلانه شهورا طويلة؛ في ظل عدم وجود أي نوايا او اشارات تتعلق بقرب تطبيقه. وبداية الأسبوع الجاري؛ عقدت وزيرة السياسات الإقليمية بالحكومة الاسبانية اجتماعا مع ممثلين عن الإدارة الحاكمة بسبتةالمحتلة؛ تم خلاله التطرق إلى الوضع الراهن في المدينة في ظل عدم تفعيل اتفاق "الجمارك التجارية". يشكل اتفاق "الجمارك التجارية"؛ أحد مضامين خارطة الطريق الجديدة التي أعلن عنها المغرب وإسبانيا في مارس 2022؛ لتأطير علاقتهما الثنائية بعد قطيعة بدأت فصولها منذ سنة 2019. وبعد مرور أكثر من عام على الإعلان عن الاتفاق خلال لقاء ثنائي جمع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمعارضة المقيمين بالخارج؛ ناصر بوريطة مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل الباريس؛ خلال أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك؛ ما يزال الغموض يلف تفاصيل التنزيل على أرض الواقع. وفي الوقت الذي اختارت فيه السلطات المغربية؛ التزام الصمت الكامل حيال هذا الموضوع؛ قالت نظيرتها الاسبانية انها لا تتوفر على معطيات حول موعد تنزيل هذا الاتفاق على أرض الواقع؛ وفق ما جاء في تصريحات لمسؤولين اسبان في سبتة ومليلية. واكتفى المتحدثون الاسبان؛ بالتاكيد على ان كل المنش0ت والتجهيزات اللازمة لانطلاقة عمل المكتبين الجمركيين بسبتة ومليلية؛ جاهزة بشكل كامل؛ دون الإفصاح عما يعطل تنفيذ هذا الإجراء الذي كان مفترضا بداية العمل به أوائل العام الجاري. بيد أن تقارير صحفية إسبانية؛ سبق أن أشارت إلى أن تأخر تنزيل اتفاق الجمارك التجارية؛ مرتبط بتريث حكومة الرباط التي تراقب عن كثب ما ستؤول إليه تطورات تشكيل الحكومة الاسبانية المقبلة؛ التي انتهت آخر فصولها بتكليف العاهل الاسباني؛ فيليبي السادس؛ لرئيس حكومة تصريف الأعمال؛ بيدرو سانشيز بتشكيل الحكومة الجديدة. وترى ذات المصادر الاسبانية؛ الى أن المغرب؛ يسعى الى تطبيق اتفاق الجمارك التجارية بسبتة ومليلية؛ وفق صيغة لا تتنافى مع موقفه الرسمي من الوجود الاسباني في المدينتين المحتلتين.