تسلط الدورة الثانية من المهرجان الدولي لموسيقى العالم والفنون الإفريقية، الذي ينعقد بين 28 و 30 شتنبر الجاري بطنجة، الضوء على التراث الثقافي الإفريقي الغني، بفضل البرمجة المتنوعة التي تلامس مختلف الفنون الإفريقية بروافدها المتشعبة. وانطلق اليوم الاثنين "أسبوع إفريقيا"، والذي يضم عدة أنشطة قبيل الافتتاح الرسمي للمهرجان، تهم على الخصوص تنظيم معارض للملابس والمنتجات التقليدية والحلي الإفريقية، وعرض للأزياء، وورشات للرقص والموسيقى والإيقاعات الإفريقية، ومعرضا للرسامين التشكيليين نجوى الهيتمي (المغرب) وجيل ريكي صوه فونغانغ (الكاميرون). وأعرب الفنان التشكيلي جيل ريكي صوه فونغانغ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادته للالتقاء بالجمهور المغربي عبر هذه "التظاهرة الثقافية الهامة والغنية وغير المسبوقة"، معتبرا أنها تشكل "منصة حقيقية للتلاقح الثقافي وفضاء للتبادل بين الفنانين المغاربة والأفارقة". وأشار إلى أن سكان طنجة وزوار المدينة سيكونون على موعد مع اكتشاف هذه الثقافة "المبهرة" والانغماس في الواقع الافريقي، من خلال المعرض الذي يشارك فيه بأزيد من 20 لوحة. من جهتها أشارت نجوى الهيتمي إلى أن هذا الحدث الفني يشكل مناسبة لمزيد من التقارب مع الفنون الإفريقية وتوطيد تمسك المغرب بجذوره القارية، مبرزة أنها تعرض حوالي 30 لوحة من الفن المعاصر، والتي تتيح للزوار الغوص في قلب رحلة البشرية، وتنشد سعيها نحو التنمية والرفاهية والازدهار، بشكل يشجع على التمسك بالأصول ويشجع على التحرر من العوائق. من جانبها، أكدت الرئيسة المؤسسة للمعرض، دينتشن كوش إيليز، على أن "المهرجان يسعى بشكل خاص إلى تعزيز التواصل والتلاقي الثقافي، وتشجيع التعاون جنوب – جنوب بين الفنانين المغاربة ونظرائهم من الأفارقة جنوب الصحراء، وكذا إلى تثمين التراث الثقافي للقارة السمراء، الذي طالما استلهم الفنانين الأفارقة كما الأجانب. وأضافت أن هذه التظاهرة الثقافية، التي تحتفي في دورتها الحالية بالسنغال، تطمح إلى تسليط الضوء على أعمال الفنانين الأفارقة، في مختلف مجالات الإبداع الثقافي لتمكينهم من العيش ضمن عالمهم الفني، داعية جمهور طنجة إلى التوافد بكثافة لتذوق الفن الإفريقي واكتشاف غنى تراث القارة، وتشجيع قيم التسامح والعيش المشترك لكسر حواجز الجهل. بدوره، يرى مدير المهرجان، مراد الشريف دوزان، أن أنشطة ما قبل المهرجان المبرمجة في إطار هذه الدورة تحتفي بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، من خلال تنظيم معارض وورشات فنية، ولقاء حول القصة الإفريقية، والذي ستؤطره القاصة المغربية أمل مزوري إلى جانب أحد الكتاب الأفارقة. وتهدف هذه الدورة من المهرجان، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار "معا، لتثمين التراث الغني لقارتنا الإفريقية" إلى إبراز التراث الغني والمتنوع للبلدان الإفريقية والمساهمة في تعزيز إشعاعه على المستوى الدولي، وتشجيع التمازج الموسيقي والفني بين مختلف الفنانين الأفارقة جنوب الصحراء ونظرائهم المغاربة، ومن خلال ذلك دعم بروز مواهب جديدة وتعريف العالم بقارة إفريقية معتزة وإيجابية وغنية ومتنوعة ومتعددة الثقافات. وعلى مدى ثلاثة أيام، سيكون الجمهور على موعد مع سهرات موسيقية يحييها فنانون مغاربة وأفارقة وعالميون، على غرار شيخ تيديان سيك (مالي) وماريما فال (السنغال) وسارو (السنغال) وزوك ماشين (غوادالوب) وسيرج أنانو (بنين) وسعيدة فكري (المغرب) وكناوة بنات طنجة (المغرب) و بي إي سي (هايتي)، وكومب كوين (الغابون). كما سيتم عقد ندوات موضوعاتية رفيعة المستوى حول مواضيع تتعلق بالموسيقى والفنون والثقافة بإفريقيا، سيؤطرها متخصصون بارزون من المغرب والسنغال وكوت ديفوار، إذ ينتظر أن تتطرق إلى مواضيع من قبيل "الثقافة كلحمة للعلاقات جنوب–جنوب بين المغرب والبلدان الإفريقية جنوب الصحراء"، و"التمازج الموسيقي المغرب – إفريقيا .. لأي جمهور ؟"، و"الفن والصناعة التقليدية المغربية .. الجذور والآفاق"، و"نظرة على الفن المعاصر الإفريقي". كما يتضمن برنامج المهرجان تنظيم ورشات فنية حول الموسيقى والفنون والقصص المصورة والثقافة الإفريقية الموجهة للأطفال واليافعين، بالإضافة إلى حفل لتذوق أشهر الأطباق الإفريقية.