أخذت الانتقادات الموجهة لمهرجان موسيقى الجاز في طنجة، بعدا حقوقيا ومدنيا، بعد إعلان إدارة المهرجان بشكل رسمي عن مشاركة فنانة حاملة للجنسية الإسرائيلية في فعاليات هذه التظاهرة، حيث أعلن نشطاء حقوقيون عن تنظيم وقفة احتجاجية تزامنا مع الحفل الذي ستحييه هذه الفنانة يوم الجمعة المقبل. وبحسب البرنامج المعلن عنه من لدن إدارة المهرجان، فينتظر أن تحيي الموسيقية الإسرائيلية "ناعوم فازانا" بمعية فنانة أمريكية أخرى تدعى "تيما"، حفلها الفني مساء يوم الجمعة، بفضاء قصر المؤتمرات الإيطالية (قصر مولاي حفيظ) في طنجة. وإذا كانت إدارة المهرجان، اقتصرت على إبراز المسار الفني للموسيقية الإسرائيلية المشاركة في هذه الفعالية، فإن السيرة الذاتية ل"ناعوم فازانا"، حسب العديد من المصادر، تحمل معلومات تؤكد أن المعنية بالأمر سبق لها أن اشتغلت كمجندة في صفوف الجيش الإسرائيلي، وهي محطة تعتبر مبعث فخر بالنسبة إلى "ناعوم فازانا"، حسب ما عبرت عنه في تصريحات صحفية لها. ويبدو أن مشاركة المجندة الإسرائيلية السابقة، في مهرجان الجاز بطنجة، لن تمر دون أن تثير حالة من الغضب في الأوساط الحقوقية والمدنية، إذ جاءت أولى ردود الفعل الرافضة لهذه المشاركة، من طرف الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطينيّ، التي عبرت عن إدانتها " لهذه المحاولة التطبيعية المكشوفة"، مطالبة منظمي المهرجان "بالتراجع فورا عن هذه الدعوة المشبوهة"، بحسب بيان صادر عن الجمعية. واعتبر بيان الجمعية الذي تلقت جريدة طنجة 24 الإلكترونية، نسخة منه، أن " مشاركة مجندة سابقة في سلاح الجو الصهيوني ضمن فقرات المهرجان المذكور"، يتناقض صارخ مع المواقف الرسمية والشعبية في المغرب. وتساءل البيان " كيف بمجندة تفتخر بماضيها في جيش المرتزقة الصهاينة حسب تصريحاتها الشخصية أن تصبح في الآن ذاته حاملة لرسالة الفن و السلام ؟" وطالبت الجمعية "الجهات الرسمية بسحب دعمها عن هذه التظاهرة لما تؤسس له من مشاعر سلبية بعيدة عن جوهر الفن و رسائله النبيلة" مع دعوة جماعة طنجة و السلطات المحلية بفتح تحقيق و الاستفسار عن حضور مجندة من كيان غير معترف به"، على حد تعبير البيان. كما دعت برلمانيي المدينة إلى تحمل مسؤوليتهم و التدخل الصارم في الموضوع، و العمل من موقعهم على إخراج قانون تجريم التطبيع إلى حيّز الوجود في أقرب الآجال.