قررت بلدية فيتوريا باقليم الباسك، شمالي اسبانيا، اتخاذ اجراءات عاجلة خلال الشهر الجاري لترميم قصر "الابا اسكيبيل" الذي يدخل ضمن أملاك مدينة طنجة التي حصلت عليه ضمن مجموعة من الاملاك الاخرى التي وهبها الدوق الاسباني "دو طوفار" للمدينة قبل وفاته بطنجة خلال الخمسينيات من القرن الماضي. وأعلن عمدة فيتوريا، خوركا أورطاران، خلال مؤتمر صحفي عن قرار البلدية باتخاذ اجراءات ترميم القصر في القريب العاجل بعد عدم تطبيق جماعة طنجة لمجموعة من الاتفاقيات والالتزامات بشأن ترميم هذا القصر. وأضاف رئيس البلدية خلال المؤتمر، أن "فيتوريا ستتكفل بمصاريف ترميم القصر، غير أن هذه المصاريف ستتحول إلى ديون على جماعة طنجة، التي سيتوجب عليها دفع مصاريف الترميم لفائدة بلدية فيتوريا." وقد دخلت 4 شركات في المنافسة للحصول على صفقة اعادة تأهيل القصر، وقد وضعت بلدية فيتوريا ميزانية أولية لهذا الترميم بلغت 29,900 أورو نحو 30 مليون سنتيم)، وسيتم منحها للشركة التي ستفوز بصفقة ترميم القصر في اواخر الشهر الجاري. هذا وتجدر الاشارة إلى أن هذا القصر أصبح يشكل مشكلة حقيقية لجماعة طنجة، التي قامت في السنة الماضية بدفع ديون ثقيلة بلغت حوالي 250 مليون سنتيم كانت قد تراكمت عليها بسبب اصلاحات باشرتها بلدية فيتوريا لسنوات على القصر. وكان عمدة طنجة محمد البشير العبدلاوي قد توجه بنفسه للقاء عمدة فيتوريا والاتفاق على ترميم القصر ودفع الديون السابقة، إلا أنه بعد ذلك الاتفاق لم تلتزم جماعة طنجة باكمال عملية الترميم والاصلاح لتعود مشاكل القصر للظهور من جديد. و تنامت حدة الانتقادات الصادرة من الفعاليات السياسية والمدنية في إسبانيا، والموجة إلى مسؤولي مدينة طنجة، على خلفية الحالة المزرية التي يرزح تحتها قصر "ألافا اسكيبيل"، حيث ذهب المنتقدون، إلى حد المطالبة بمصادرة قصر "ألافا اسكيبيل"، من مدينة طنجة، بسبب التجاهل الذي يبديه المسؤولون المغاربة بشأنه رغم حالته البنيوية المزرية، التي أثارت حالة من الغضب في صفوف سكان المباني المجاورة لهذا القصر. وكان عمدة مدينة طنجة، محمد البشير العبدلاوي، قد أوضح خلال ندوة صحفية في فبراير الماضي، أن تدبير مسألة قصر "ألافا اسكيبيل" في فيتوريا الإسبانية، ما يزال معلقا، مؤكدا ان مسؤولي الجماعة ما يزالون على اتصالات مستمرة مع المسؤولين الإسبان". ولم يستبعد العبدلاوي، إمكانية إعادة بيع القصر بالرغم من أن قيمته الأثرية هي التي دفعت جماعة طنجة إلى استرجاعه، بعدما دفعت ما بذمتها من ديون بلغت ما يناهز 17 ألف أورو لفائدة بلدية فيتوريا (بموجب اتفاق في شهر فبراير 2016). كما طرح العمدة كذلك إمكانية تحول البناية كقنصلية للمغرب في المدينة. هذا وتجدر الإشارة إلى أن قصر ألافا اسكيبيل، كان قصرا مملوكا للدوق الاسباني دو طوفار الذي عاش في طنجة خلال الفترة الدولية لطنجة، وعند اقتراب وفاته قام بالتبرع بجميع أملاكه لمدينة طنجة، ومنها هذا القصر التاريخي.