تعود الحياة لتدب من جديد في مدرجات الملاعب الوطنية، بإجراء باكورة دورات البطولة الوطنية الاحترافية "إنوي" لأندية القسم الأول لكرة القدم للموسم الرياضي الجديد 2023-2024 ، التي ستنطلق يوم 25 غشت الجاري، وسط مؤشرات تدل على أن التنافس سيكون على أشده من أجل إحراز لقب يكتسي طعما خاصا. وتنطلق بطولة الموسم الحالي بمتغيرات جديدة تأتي في مقدمتها عودة كل من فريقي نهضة الزمامرة ويوسفية برشيد إلى قسم الصفوة، واستمرار أفول نجم أندية سبق لها التتويج بلقب البطولة وابتعادها عن الأضواء. كما تتباين طموحات الأندية الوطنية بين الحفاظ على اللقب (الجيش الملكي) ولعب الأدوار الطلائعية والحرص على الحفاظ على مكانتها ضمن فرق النخبة، والتتويج بلقب قاري بالنسبة للأندية الأربعة، الجيش الملكي و الوداد (عصبة الأبطال) بعدما حسما صدارة ووصافة الترتيب، وفريق الفتح الرباطي ، المحتل للمركز الثالث في ترتيب البطولة الوطنية، ونهضة بركان بطل كأس العرش الموسم الماضي (كأس الكونفدرالية)، حيث يتواجد في هذه البطولة للموسم السادس على التوالي. ولجأت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى اختيار نهضة بركان ، في ظل تأخر إجراء نهائي كأس العرش للموسم الحالي والذي سيلعب يوم 18 نونبر المقبل، مع اشتراط الكاف تحديد ممثلي البلدان قاريا قبل نهاية شهر يونيو الماضي. - Advertisement - وإلى جانب الصراع على اللقب، سينصب اهتمام مجموعة من الأندية على إنهاء الموسم في مراكز متقدمة مؤهلة للمسابقات العربية والقارية، دون إغفال الصراع الضاري المرتقب من أجل احتلال مراتب أكثر أمانا في وسط سبورة الترتيب وتفادي الدخول في متاهة حسابات آخر الموسم، وكلها عوامل ستجعل بطولة هذا الموسم مثيرة ومشوقة وجديرة بالمتابعة. ولئن كانت الأهداف عند انطلاق الموسم تختلف من فريق لآخر انطلاقا من النتائج المسجلة في الموسم السابق والتي تفرض عدم العودة خطوة للوراء بالنسبة لأندية الريادة، فإنها تبقى بالنسبة للصاعدين الجدد تفادي سيناريو المصعد الذي عانت منه مجموعة من الفرق في المواسم الأخيرة. واعتبارا للإكراهات التي تفرضها مشاركة الأندية في المسابقات القارية والعربية، فقد شهدت هذه السنة موجة من الانتدابات وانتقالات اللاعبين وتغييرات على مستوى الإدارات التقنية خلال فترة التوقف التي تفصل بين الموسمين، وهي الفترة التي زادت فيها عروض الأندية في محاولة لاستقطاب أفضل اللاعبين لتدارك الخصاص الذي عرفته مختلف خطوطها في الموسم الماضي. - Advertisement - وهكذا، ولتحقيق الأهداف المتوخاة اختارت الأندية التي تؤتث فضاء كرة القدم الوطنية تعزيز صفوفها وبنسب متفاوتة بلاعبين جدد من خلال انتدابات جديدة، فيما قامت الأندية التي فقدت بعض ركائزها الأساسية ببعض الصفقات خاصة مع لاعبين أفارقة لتعويض المغادرين كل حسب امكاناته المادية، والذين تتوسم فيهم القدرة على تقديم الأفضل للفريق. كما أعدت أندية الجيش الملكي (البطل) والوداد الرياضي (الوصيف) والرجاء الرياضي ، بشكل خاص، العدة ونزلت بكل ثقلها واستثمرت مبالغ مالية ضخمة من أجل ضم أنجح المدربين (التونسي عبد المنتصر نابي للأول وعادل رمزي للثاني والألماني جوزيف زينباور للثالث) والتعاقد مع أبرز اللاعبين، فيما لم تدخر أندية أخرى، على الرغم من محدودية إمكاناتها، جهدا لإعادة ترتيب بيتها حيث جددت الثقة في إداراتها التقنية أو أقدمت على تغييرها. وحتى تكون في الموعد، شمرت جميع الأندية وبشكل مبكر على ساعد الجد ودخلت في تربصات إعدادية داخلية وخارجية تخللتها العديد من اللقاءات الودية الهدف منها الرفع من عامل اللياقة البدنية والانسجام وخلق روح الفريق والوقوف على مكامن القوة والضعف حتى تكون قادرة على مواجهة موسم تبدو مؤشرات التنافس فيه في أعلى مستوياتها. ويبقى توفير الملاعب، الهاجس الأكبر بالنسبة لبعض الأندية حتى لا تجبر هذا الموسم على الاستقبال خارج ميدانها وبعيدا عن جماهيرها ومحبيها بسبب إغلاق بعض المنشآت الرياضية بشكل تدريجي، في إطار ترشح المملكة لتنظيم التظاهرات المقبلة. وفي هذا الإطار كان رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، فوزي لقجع، قد دعا رؤساء الأندية إلى التأقلم مع إغلاق المنشآت الرياضية، والعمل على إيجاد حلول بديلة في تدبير المباريات المحلية لكل ناد. ومن بين رهانات الموسم الحالي أمام الجامعة والأندية الوطنية أيا كان موقعها، التصدي لظاهرة الشغب التي عرفتها العديد من الملاعب الوطنية خلال الموسم المنصرم وهو ما يتطلب اتخاذ إجراءات صارمة وعقوبات زجرية للحد من هذه الآفة التي أضحت تهدد سلامة المتفرجين وممتلكات الغير المحيطة بهذه الملاعب. والأكيد أن الأندية الوطنية، التي لم ولن تألو جهدا للتوقيع على موسم كروي استثنائي بامتياز من خلال استعداداتها المبكرة، تعي جيدا مدى المسؤولية الملقاة على عاتق جميع مكوناتها للمساهمة في إضفاء نكهة جديدة على المشهد الرياضي بصفة عامة والكروي على وجه الخصوص، وكسب رهان تمثيل المغرب أحسن تمثيل جهويا وعربيا وقاريا.