تحولت أولى سهرات المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية "ثويزا" التي عاشتها مدينة طنجة، ليلة أمس الجمعة، إلى منصة لإطلاق سراح المعتقلين على خلفية ما يعرف ب"حراك الريف"، المستمر منذ زهاء تسعة أشهر، وذلك عندما صدحت حناجر أعضاء مجموعة "أكراف"، ومعهم جمهور السهرة، بإطلاق سراح كافة الموقوفين. ووجد أفراد هذه الفرقة الفنية المنحدرة من مدينة الحسيمة، مناسبة أولى سهرات الدورة الثالثة لمهرجان "ثويزا"، مناسبة لإثارة قضية المعتقلين على خلفية الحراك الاجتماعي، الذين يوجد من ضمنهم إثنان من أعضاء الفرقة، يقبعان حاليا بسجن "عكاشة" بمدينة الدارالبيضاء، حيث عمدت الفرقة إلى وضع قميصيهما على كرسيهما الشاغرين فوق منصة الحفل الذي امتد إلى حدود ساعات الصباح الأولى من اليوم السبت. وقال رئيس الفرقة، ناصر أكراف، في كلمة له بالمناسبة "إذا كان رفيقينا غائبين عنا بجسدهما في هذه السهرة، فإنهما حاضرين بروحهما في قلوبنا"، مطالبا بصوت عالي بضرورة إطلاق سراح جميع المعتقلين، وهو ذات المطلب الذي تفاعل معه الجمهور الغفير الذي صدح هو الآخر بشعارات مؤيدة لما يسمى "حراك الريف"، ترددت أصداؤها بشكل لم يتمكن معه عدد من المحسوبين على معارضي هذا الحراك الاجتماعي من إيصال صوتهم الذي ارتفع بشعارات من قبيل "عاش الملك". جمهور أولى سهرات "ثويزا"، كان على موعد كذلك مع فقرة غنائية من الفن الريفي، قام بتنشيطها الفنان المغربي المنحدر من مدينة الناظور، ميمون رفروع، الذي أدى خلال هذه السهرة باقة من أشهر أغانيه، على غرار "ايما انو"، "ثاثبث تامراشث" ،"كلشي اوح كلشي اودار"، وغيرها من المقاطع التي تفاعل معه الجمهور بشكل كبير. كما عاش جمهور "ثويزا"، لحظات تجاوب مباشر أغاني الشاب "تيو تيو" على رأس مجموعته الفنية الحاملة لنفس الاسم، والتي حركت حماس الجمهور، خصوصا وأنها مزجت بين الراي وأشكال موسيقية حديثة على الطريقة الغربية. ويقترح المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية، في ثاني سهراته المقررة مساء هذا اليوم، سمرا فنيا على إيقاع نغمات الراي، حيث من المرتقب أن يتواصل البرنامج الفني للمهرجان، بسهرة يحيها نجم الراب، محمد الهادي مزوري، المشهور بلقب "مسلم"، إلى جانب الفنان "دي جي فان" الذي يشق مسارا متميزا في هذا المجال.