بعد ساعات من إعلان حزب الأصالة والمعاصرة، لقرار أمينه العام إلياس العماري، النزول من مركز القيادة والاستمرار في القواعد، استبعد هذا الأخير، ارتباط قراره المفاجئ، بأي تعليمات من أي جهة أو شخص. وكشف العماري، الذي كان يتحدث اليوم الثلاثاء، خلال ندوة صحفية بالمقر المركزي لحزبه في العاصمة الرباط، انه بنى قرار استقالته بعد اطلاعه على تقارير لجنة تقييم تسع سنوات من عمر الحزب وعشر سنوات من عمر حركة لكل الديمقراطيين. وأوضح أمين عام "حزب الجرار"، أن بعض الخلاصات والاستنتاجات التي خرج بها اجتماع المكتب السياسي والمرتبطة بمدى الالتزام والانضباط لقرارات الحزب وهيآته التقريرية كانت غير مرضية في بعض الحالات، مبرزا أن نتائج هذه الخلاصات كانت السبب الرئيسي في الاستقالة التي تقدم بها. وقال إلياس العماري "بعد اطلاعي على هذه التقارير اكتشفت أن هناك رؤساء جماعات ترابية عبروا للحزب على أنهم لا يمكنهم الاستمرار في تأدية وظائفهم وعدم قدرتهم على الوفاء بالوعود، "كما أن هناك بعض رؤساء مجالس لم يلتزموا بالبرنامج الانتخابي، وبعض البرلمانيين لم يلتزموا بمدونة السلوك ولا بميثاق الشرف". حسب ما جاء في التصريح الصحفي للأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة. وأضاف العماري "لن أحمل مسؤولية هذه الأخطاء للمعنيين بالأمر فقط، بل بصفتي أمينا عاما للحزب أتحمل المسؤولية السياسية كاملة لذا قدمت استقالتي وعن اقتناع تام"، موضحا "أتحمل مسؤولية جميع الأخطاء التي ارتكبها أي شخص ينتمي إلى الحزب، فأنا من اخترتهم وأنا من زكيتهم، إذا أنا من يجب أن أحاسب لأنني مقتنع أن التسيير يكون جماعيا لكن المسؤولية تكون فردية". العماري، ومن جهة أخرى، نفى ارتباط قراره بتعليمات من طرف أو جهة، وأكد أن تقديمه للاستقالة من الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، "لم يأتي بناءً على تعليمات لا من فوق ولا من تحت.". وقال العماري، "لا أومن بالتآمر ولا تأتيني التعليمات من أحد" واعتبر أن التطور الأخير الذي حصل في البلاد أتى بفضل تضحيات مغاربة أدوا خلالها الغالي والنفيس في سنوات الستينيات والسبعينيات والثمانينيات إلى حدود التسعينيات. وبعد كل هذه التطورات، قال العماري، "هي كافية ليقتنع المغاربة أن فكر التآمر انتهى، وإن وجد ففي العقول وليس في الواقع"، وأضاف" من يعرف إلياس قبل وبعد البام، فهو يعرف أنه لا يتلقى التعليمات، لكنه ينضبط بمسؤولية لقرارات المؤسسات السياسية والمدنية والحقوقية التي اشتغل في إطاراتها" .وتابع:" من يريد أن يبلغني أي رسالة فليبلغها لي مباشرة، وهناك وسائل كثيرة لذلك، وأنا لما قررت الاستقالة قررتها بشكل شخصي واضح ومباشر". وكان إلياس العماري، قد تقدم باستقالته من منصبه كأمين عام لحزب الأصالة والمعاصرة "وأكد أنه سيظل كما كان، مناضلا ضمن صفوف الحزب وأجهزته". حسب ما أورده بلاغ صدر عن حزب الأصالة والمعاصرة في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين. وقرر حزب الأصالة والمعاصرة، عرض استقالة أمينه العام إلياس العماري، على أنظار مجلسه الوطني، بعد تشبث العماري بقراره، الذي أجمع أعضاء الحزب على رفضه، حسب نفس المصدر.