دخلت الدراجات المائية، بقوة مضمار عمليات تهريب المهاجرين غير القانونيين انطلاقا من السواحل المغربية، خلال الصيف الجاري، ما يمثل تحديا كبيرا للسلطات الأمنية التي كثفت مراقبتها للمنافذ والمسالك البحرية المؤدية إلى سبتةالمحتلة والضفة الشمالية لمضيق جبل طارق. في واحدة من تجليات هذا المستجد، أسفرت تحقيقات تقوم بها مصالح الدرك الملكي بالفنيدق، عن توقيف ثلاثة أشخاص يحملون الجنسية الإسبانية، من أجل تورطهم المفترض في انشطة ذات صلة بتهريب المهاجرين غير القانونيين بواسطة الدراجات المائية المعروفة ب"الجيتسكي". وتشير المعلومات المتوفرة، إلى أن انه تم ضبط اثنين من المشتبه فيهم عندما كانوا يحاولون تهريب مجموعة من المهاجرين باتجاه مدينة سبتةالمحتلة، على متن دراجات مائية انطلاقا من قرية بليونش المتاخمة، وذلك بعد أسبوع من توقيف عنصر آخر كان يستعد لتهريلب مجموعة أخرى من المهاجرين. ويشير استعمال دراجات الجيتسكي في تهريب المهاجرين إلى تطور وسيلة غير تقليدية ومبتكرة يستخدمها المهربون لنقل المهاجرين غير القانونيين عبر المياه إلى وجهاتهم المرغوبة. وتُعد الجيتسكي – وهي دراجات مائية تعمل بالطاقة – وسيلة جذابة للمهربين بسبب قدرتها على التنقل بسرعة وسهولة عبر المياه، حيث تمكنهم من التحرك بسرعة والتهرب من رصد قوات الأمن والرقابة على الحدود. وتعتبر هذه الطريقة فعالة نسبيًا للمهربين، حيث تسمح لهم بتجنب النقاط الرئيسية المراقبة والتفتيش عند المنافذ البرية والبحرية الرسمية، إضافة إلى ان ان استخدام الجيتسكي يعتمد أيضًا على العدد الكبير من المتنزهين والسياح الذين يتواجدون في الشواطئ خلال فصل الصيف، مما يسهل على المهربين التخفي والتمويه بين المجموعات الكبيرة من الأشخاص. وفي ضوء استمرار استخدام الجيتسكي في عمليات تهريب المهاجرين، تواجه السلطات، تحديات جديدة للتصدي لهذه الظاهرة. ما يثير مسألة تقوية التنسيق بين الجهات الأمنية وتعزيز الرقابة والتفتيش على الحدود البحرية وزيادة الوعي حول هذه الطرق غير الشرعية لتهريب المهاجرين.