بعدما كان مقررا أن تستقبل أول فوج من المتدربات والمتدربات، ابتداء من العام 2022، وصل الموسم التكويني الحالي إلى نهايته، دون أن تفتح مدينة المهن والكفاءات بمدينة طنجة أبوابها كما كان مقررا، وذلك بسبب إخلال الشركة المكلفة بالمشروع بالتزاماتها. وكان مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، قد حدد مدة مدة إنجاز أشغال مشروع مدينة المهن والكفاءات، التي انطلقت في غشت 2020، في 12 شهرا، بغلاف مالي قيمته 480 مليون درهم. وبحسب وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس سكوري، فإن تأخر تدشين المشروع إلى جانب ثلاث مشاريع مماثلة تعثرت أشغال إنجازها، راجع إلى " الارتفاع الصاروخي للأسعار الذي تسبب في عجز الشركات المكلفة بإنجاز أشغال البناء عن الوفاء بالتزاماتها". وأضاف السكوري، في معرض جوابه على سؤال محوري حول "حصيلة ورش إحداث مدن المهن والكفاءات"، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أنه "تم بناء على ذلك ضخ ميزانية أكبر وإعادة إطلاق طلبات العروض.". وأشار الوزير، في معرض المداخلة ذاتها، إلى أنه سيتم افتتاح ثلاث مدن جديدة للمهن والكفاءات خلال الموسم المقبل، لتنضاف إلى المدن الأربع التي تم افتتاحها بعدد من جهات المملكة، دون أن يحدد ما إذا كان المشروع الخاص في مدينة طنجة، احد المدن التي ستكون جاهزة للافتتاح في الموعد المذكور. ومن المنتظر أن تستقبل مدينة المهن والكفاءات بطنجة، التي أقيمت على مساحة 12 هكتار قرب المركب الجامعي بحي بوخالف، حوالي 3250 متدربا في السنة في مختلف الشعب التكوينية. وتم تصميم المدينة لضمان عرض تكويني يستجيب للخصوصيات الراهنة والمستقبلية للجهة، بشكل مبتكر حيث سيتم تزويدهما بتجهيزات ذات تكنولوجيا عالية تجعل فضاءات التكوين تحاكي المقاولة على أرض الواقع، مما سيساهم في تعزيز فرص توظيف الشباب وخلق قيمة مضافة على المستوى الجهوي. وستوفر مدينة المهن والكفاءات، عروضا تكوينية متنوعة وشاملة من خلال مجموعة واسعة من الشعب التكوينية تصل إلى 87 شعبة، 73 في المئة منها شعب تكوينية من الجيل الجديد، كما سيغطي العرض التكويني مستويات التأهيل والتقني والتقني المتخصص، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من التكوينات التأهيلية قصيرة المدة. وستشتمل المدينة التي ستنظم على شكل أقطاب قطاعية، على قطب الصناعة، مع سلسلة صغيرة للإنتاج، وقطب التسيير والتجارة، مع مقاولة افتراضية للمحاكاة، والقطب الرقمي والأوفشورينغ، مع مصنع رقمي، وقطب السياحة والفندقة، مع فندق بيداغوجي، وقطب الفلاحة والصناعات الزراعية، مع مزرعة بيداغوجية. كما ستضم المدينة قطب الصيد البحري، وقطب الصحة مع مركز للمحاكاة، إلى جانب توفير فضاءات موجهة لتعلم اللغات، وتقوية الكفاءات الذاتية وتطوير المهارات المقاولاتية، ودورا للمتدربين بطاقة استيعابية تصل إلى 450 سرير. ويندرج المشروع في إطار برنامج إنشاء 12 مدينة للمهن والكفاءات في أفق 2023 – 2024، وفقا لخارطة الطريق الجديدة لتطوير التكوين المهني التي تم عرضها على أنظار الملك محمد السادس في أبريل 2019.