تدفع الوضعية المزرية التي يرزح تحتها مستوصف حي "الجيراري" في مقاطعة بني مكادة بمدينة طنجة، إلى الاستغناء عن خدمات هذا المركز الصحي الذي يعتبر من أقدم المرافق الصحية في المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية. وحتى وقت قريب، ظل هذا المركز الصحي، يستقطب بشكل يومي أعداد كبيرة من سكان مختلف الأحياء المجاورة، الأمر الذي شكل ضغطا كبيرا على الأطر الطبية العاملة فيه، دون أن تخطو الجهات المسؤولة نحو النهوض بخدمات هذا المرفق الصحي "المستوصف لا يكاد يقدم أي شيء للمواطن، فحتى ضمادة الجروح يتعين عليك أن تقوم بشرائها بنفسك من الصيدلية القريبة"، يقول أحد المواطنين في دردشة سريعة مع جريدة طنجة 24 الإلكترونية، خلال خروجه من المركز، دون أن يقضي حاجته التي جاء من أجلها، بسبب عدم وجود الطبيب المسؤول عن تقديم الاستشارة الطبية. ويضيف نفس المتحدث بنبرة عصبية واضحة، "الأطباء في هذا المركز لا يشتغلون أكثر من ساعتين على الأكثر ولا يستفيد من خدماتهم سوى نسبة قليلة من المتواجدين هنا منذ ساعة مبكرة من الصباح، أما الباقي فعليهم العودة في اليوم التالي". كثيرون من سكان هذا الحي، يؤكدون في تصريحات متطابقة، أن مستوى الخدمات في هذا المستوصف، لا يليق وصفها بأنها خدمات، مما يضطرهم غالبا إلى التوجه نحو خدمات أطباء خصوصيين، كما يؤكد ذلك أحد سكان الحي الذي يعبر عن حال هذا المركز الصحي قائلا "لو كان الخوخ يداوي لداوى غير راسو". الأوضاع المزرية لهذا المركز الصحي، تجد تبريرها، بحسب جمعية حي الجيراري للتربية والتنمية، في غياب تام لأبسط شروط علاج الجروح والإسعافات الأولية، و ضعف الخدمات الصحية ونقص الموارد البشرية من ممرضين وأطباء. مسجلة كذلك، حالة من سوء التسيير وفشل الإدارة في اتخاذ التدابير المتعلقة بتوفير المتطلبات الضرورية ونظافة المحيط. ولفتت الجمعية في بيان لها، تتوفر جريدة طنجة 24 الإلكترونية، إلى حالة من الصمت والتجاهل الذي تبديه المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة، معربة عن استنكارها للوضعية المأساوية التي يتخبط فيها المواطنون، بفعل الاختلالات الحادة والمتزايدة يوما عن يوم والتي يشهدها المركز. وحاولت الجريدة، الاتصال بالمندوب الإقليمي لوزارة الصحة، قصد استيقاء وجهة نظره من هذا الموضوع، غير أنها لم تتلقى أي جواب رغم إخطاره بهوية المتصل من خلال رسالة نصية قصيرة. جمعية حي الجيراري للتربية والتنمية، نددت كذلك، "بالمعاناة التي يتعرض لها العديد من المرضى بسبب فشل الإدارة في تدبير هذا المرفق الحيوي."، مطالبة بوضع حد نهائي لمختلف الممارسات السيئة تجاه المرضى. وكذا مطالبة وزير الصحة ب"التدخل العاجل لتصحيح الأوضاع بالمركز وبتكليف تفتيشية خاصة لوقف مختلف الاختلالات التي يشهدها هذا المرفق الحيوي الهام بالمنطقة.".