شنّت صحيفة "العرب" اللندنية المموّلة من الإمارات، هجوماً غير مسبوق على الجزائر، واصفةً قياداتها بعصابة تنهب خيرات البلاد وتنفث حقداً ضد المغرب. وسخرت صحيفة "العرب" على لسان كاتبها المغربي، طالع السعود الأطلسي، من عملية إعادة الجزائر لسفيرها في فرنسا لمهامّ عمله. وذلك عقب سحبه على إثر أزمة تهريب أميرة بوراوي إلى فرنسا. وقال الكاتب: "عاد سفير الجزائر إلى باريس، واستقبله الكاتب العام للخارجية الفرنسية، كأي موظف عادي. عاد كأن لم يكن هناك سبب لاستدعائه غضباً، للتشاور في الجزائر، قبل أسابيع بسبب ما اعتبرته القيادة الجزائرية إهانة فرنسية للجزائر، بعد العملية الفرنسية الاستخباراتية لتهريب مواطنة جزائرية-فرنسية كانت مطلوبة للأمن الجزائري". وواصل الكاتب المغربي سخريته من توعد النظام الجزائري بردٍّ قويّ على ما حدث انتصاراً لكرامته، مشيراً إلى أنّ "رجال النظام الجزائري أخذوا يتوعدون فرنسا برد قوي، انتصاراً لكرامة أجهزة الدولة الجزائرية، التي تعرّت في تلك الواقعة وانكشف ضعفها، مدّعياً أنّ كلّ ذلك الصراخ لم يذهب أبعد من مدى وقعه الصوتي"، بحسب قوله. "البحث عن مخرج" وقال الكاتب إنّ جنرالات الجزائر لم يصبروا طويلاً على الصمت الفرنسي، الدال على استصغار مكابرته، زاعماً أنّ القيادة الجزائرية كانت تبحث عن مخرج لها من الطريق المسدود الذي فتحته في علاقاتها مع باريس. واعتبر الكاتب أنّ مقالاً نُشر في صحيفة "الشروق" الجزائرية، مثّل استعداداً لعودة العلاقات بين الجزائروفرنسا، معتبِراً بأنه "كان جسّاً للنبض إلى سبيل عودة السفير الجزائري إلى باريس، بالحقيبة نفسها التي تأبّطها مغادراً إلى الجزائر "للتشاور"". عودة سفير الجزائرلفرنسا بمنزلة تخلٍّ عن الكرامة وزعم الكاتب أنّ عودة السفير الجزائريلفرنسا بهذه الطريقة يعتبر تخليّاً عن "الكرامة"، ويدلّل على أنّ الجزائر فارغة من التبصر السياسي، وهو ما تحقّق، بعد أن أخبر الرئيس "تبون" ونظيره الفرنسي "ماكرون"، "بقرب عودة سفير الجزائر"، لفائدة الحفاظ على العلاقات الجزائرية–الفرنسية، ولإنقاذ زيارة الرئيس الجزائري إلى باريس، في مايو المقبل. ووفقاً للكاتب المغربي، فإنّه يبدو أنّ هناك من "نبّه" النظام الجزائري إلى ضرورة الإسراع بنسيان "العنتريات" التي تضحك الجميع ولا تخيف أحداً، وبتنشيط قنوات التواصل مع باريس لمعالجة التسرع والانفعال في تجميدها والتهديد بخنقها. ووفقاً للكاتب ومزاعمه، فإنّ "محور اهتمام مركز القرار الجزائري هو المغرب، والانشغال بحقده، وهو في ذلك يضيع طاقاته في ما لا يفيده، ويجد نفسه خائر النباهة حيال ما يستدعي سداد الرأي وصواب القرار، في علاقات الجزائر الخارجية، كما في أوضاعها الداخلية". وفي هجوم شخصي على الرئيس عبد المجيد تبون، قال "الأطلسي"، إن الرئيس الجزائري "هو أوضح مَن يعبّر عن قصور "العقل" السياسي للنظام الجزائري أو عجزه أو ضعفه"، بحسب قوله. وفي محاولة لسكب الزيت على النار، استنكر الكاتب ما وصفه بمزاعم "تبون" حول وجود مؤامرة ضد تونس، زاعماً أنّ ترويج هذه الشائعة، "ينطوي على طعن في مصداقية القوى السياسية والنقابية التونسية". "كلام حاقد" واعتبر "الأطلسي" أن حديث "تبون" عن العلاقة مع المغرب ووصفها بأنها وصلت إلى نقطة اللاعودة، تدلّ على أنه "كلام حاقد ولا يجرؤ عليه إلا فاقد للحس السياسي". وزعم الكاتب أنّ "حقد النظام الجزائري ضد المغرب يمنعه من ملاحظة التحولات الكبرى في السياسات الدولية، وامتداداتها في الأوضاع العربية، والرامية في بعض وقائعها إلى الخروج من منطقة الزوابع". وادّعى أن "قيادة الجزائر لا يوجهها منطق الدولة التي تتميز بالعقل، لافتاً إلى أن قادة الجزائر يوجههم "خالص الحقد" ضد المغرب، واصفاً قادة الجزائر "بعصابة تدبر ابتزازها لخيرات الجزائر، وهي تتوارى خلف فزاعة قوة المغرب "المهددة للجزائر"". واعتبر الكاتب أنّ هذه السياسة هي من صميم "ثقافة العصابات"، منوّهاً إلى أنّ "الحقد لدى قيادة الجزائر، يخفض فيها مستويات النباهة، وهي علةٌ الشفاءُ منها ممكن، لكنه شاق طويل وأهم أدويته إرادة قوية في التخلص من سموم الحقد".