مما لا شك فيه أن الديبلوماسية المغربية الناعمة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده أعطت ثمارها لاسيما بعد عودة المغرب للإتحاد الإفريقي بتاريخ 31 يناير 2017 وبالضبط بعد الخطاب التاريخي الملكي السامي،إذ منذ ذلك الوقت والمغرب يسعى جاهدا لإقامة شراكات قوية مع مختلف الدول الإفريقية(شراكات همت المجال الديني، الأمني، الإقتصادي، الإجتماعي،الثقافي، البيئي) فالمغرب يريد قارة إفريقية قوية يريد لم الشمل الإفريقي قولا وعملا. سنقتصر في تحليلنا هذا على معطيين إثنين بمناسبة انعقاد القمة الإفريقية في شهر فبراير من هذه السنة والتي اتسمت بالنجاح الديبلوماسي المغربي الباهر، وذلك من خلال ما يلي: +المجلس التنفيذي للإتحاد الإفريقي رفض مشروع الجزائر المعنون ب "الإستراتيجية والإطار السياسي لشراكات دول الاتحاد الإفريقي" فالهدف الذي كان وراء هذا المشروع الجزائري الفاشل هو إقحام جبهة البوليساريو الإرهابية في شراكات الإتحاد الإفريقي الدولية؛ + مصادقة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي على مشروع نداء طنجة القاضي بطرد البوليساريو من جميع هياكل الإتحاد الإفريقي، وتجدر الإشارة أن نداء طنجة حضره مختلف الزعماء للدول الإفريقية توج بعده بالمصادقة بالإجماع على "الكتاب الأبيض" بمدينة مراكش. وبالتالي نلاحظ أن الديبلوماسية المغربية الناعمة تتميز بالعمل الجاد والفعالية والنجاعة،رغم مناورات الجزائر وكثرة الزيارات لوزير خارجيتها للعديد من الدول الإفريقية لكن في القمة الإفريقية الأخيرة تبين مدى قوة الديبلوماسية المغربية مقابل ضعف وهشاشة الديبلوماسية الجزائرية. فهذا النجاح الديبلوماسي المغربي يبرهن عن المكانة والثقة والوزن الذي يحظى به المغرب لدى معظم الدول الإفريقية،فهناك إجماع كبير على أن القارة الإفريقية تعيش اليوم دينامية جديدة بعد عودة المغرب لبيته الإفريقي، فالدول الإفريقية تدرك جيدا مدى الدور الريادي للمغرب في مختلف مجالات التنمية، وهدفه واحد أن تكون القارة الإفريقية قوية بمواردها،محققة الإكتفاء الذاتي في شتى المجالات،ونلاحظ بالملموس الدور الذي يلعبه المغرب في تحقيق السيادة الطاقية والغذائية والدوائية بالقارة الإفريقية. لقد أصبحت جل الدول الإفريقية تدرك جيدا أهمية التحالف مع المغرب، ففي ظل التحولات الدولية لاحظنا الزيارة التاريخية التي أجراها جلالة الملك أسماه الله وأعز أمره لدولة الغابون وتقديمه الأسمدة لهم كهبة ملكية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الحضور القوي للمغرب بإفريقيا لدعم أمنها الغذائي، حضور لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بإفريقيا ،وسنختم بمقتطف من الخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب لسنة 2021 حيث قال جلالته حفظه الله ورعاه :"نؤكد بأننا سنواصل مسارنا، أحب من أحب، وكره من كره، رغم انزعاج الأعداء، وحسد الحاقدين". *باحث بسلك الدكتوراة بكلية الحقوق بطنجة