بدأ العمل رسميا؛ بمنطقتي الجمارك التجارية على مستوى مدينتي سبتة و مليلية المحتلتين؛ ليصبح بذلك بإمكان العابرين للمنافذ الحدودية؛ نقل المقتنيات الشخصية والبضاىع بين الجانبين. وتأتي هذه الخطوة التي تمثل تنزيلا للاتفاق الذي تم الاعلان عنه في نونبر الماضي؛ أياما قليلة قبل القمة المغربية- الإسبانية التي تراهن عليها الرباط كثيرا، لاسيما في ظل توتر علاقاتها مع المؤسسات الأوروبية ومع فرنسا. وأفادت وزارة الخارجية الإسبانية عن البدء بالعمل في تحويل مدينتي سبتة ومليلية إلى نقطتين للتصدير والاستيراد بين المغرب واسبانيا؛ معتبرة أن الأمر يتعلق بمنعطف في تاريخ البلدين. وكانت مندوبية الحكومة في سبتة قد أوضحت بأن هذه العملية بدأت الجمعة الماضية بعملية تجريبية لتصدير مواد تنظيف إلى الأراضي المغربية، وستتطور العملية خاصة بعد قمة رئيسي حكومتي البلدين، عزيز أخنوش وبيدرو سانشيز يومي الأربعاء والخميس المقبلين. ولم يصدِر المغرب أي بيان رسمي حول هذا المستجد الذي يمكن تصنيفه بمنعطف حقيقي، ذلك أنه رغم وجود التهريب من المدينتين نحو الأراضي المغربية، كان المغرب يرفض الاعتراف الرسمي بالتبادل التجاري خاصة في حالة مدينة سبتة. ويشمل اتفاق الجمارك التجارية، إحداث مركز بمعبر باب سبتة، إعادة فتح مركز مماثل بمدينة مليلية، كان قد تم إغلاقه سنة 2018، على خلفية التوتر السياسي والدبلوماسي الذي طبع علاقات المغرب وإسبانيا منذ ذلك الوقت ووصل إلى أوجه في مارس 2021، على خلفية استضافة مدريد لزعيم ميليشا الانفصاليين. وكان هذا الاتفاق قد اعلن عنه في نونبر الماضي، خلال لقاء جمع وزير الخارجية الإسباني، إيمانوييل ألباريس مع نظيره المغربي ناصر بوريطة. ويأتي إحداث المكتبين الجمركيين، بعد أشهر من أن اقتصار نشاط المعبرين، على السماح بتنقل الأشخاص، في أعقاب فتح الحدود بين البلدين في ماي الماضي، تنفيذا لخارطة الطريق الجديدة التي تم الاتفاق عليها بين البلدين في مارس الماضي.