السرقة بالعلاّلي"، "الشفرة عايْنْ بايْن" السرقة أمام مرأى ومسمع الكل، "ماكاين مخزن في البلاد"، عبارات وأخرى من مثيلاتها لا يكاد يخلو مجلس من المجالس الطنجاوية دون ترديدها ومناقشة أسبابها وخلفياتها وأبعادها ونتائجها، فرجال الساعة بعاصمة البوغاز شبان ملثمون ومجهزون بأفتك أنواع الأسلحة البيضاء يخرجون آناء الليل وأطراف النهار لاعتراض سبيل المارة وترك تواقيعهم الخاصة على أنحاء مختلفة من أجساد الساكنة مما ولد لدى هذه الأخيرة خوفا مزمنا ورعبا بينا تتجلى علامات وضوحه في آلاف الشكايات المرفوعة إلى مختلف الدوائر الأمنية العاجزة لحدود الساعة عن كبح جماح النمو السريع والمتزايد للجريمة المتنوعة الأشكال والوسائل بمدينة طنجة. البرانص ،أشقار ،الرميلات ،الدرادب، السوق دبرا ،سور المعكازين،السواني ،كاساباراطا ،بير الشيفا ،بني مكادة ،فندق الشجرة ،أحياء سطع نجمها مؤخرا في سماء الطنجاويين بعد انتقال أكثر من ضحية إلى عالم الموتى نتيجة ضربات غادرة لقطاع الطرق المدمنين على المخدرات الصلبة وخصوصا الهيروين، فالداخل إلى هذه الأحياء مسلوب ومنهوب والخارج منها مضروب ومعطوب، إذ لا يكتفي المجرمون في هذه النقط السوداء باعتراض سبيل المارة وسلب ما بحوزتهم بل يعمدون إلى تشويه الوجوه وتوجيه ضربات تكون في أغلبها قاتلة أو مسببة لعاهات دائمة .
هذه الأحياء أصبحت أيضا مرتع لأصحاب السوابق وتجار المخدرات الصلبة –الكوكايين والهيروين- حيت تعالت أصوات السكان مستنكرين في نفس الوقت ما يقوم به هؤلاء المروجين من خروقات لبيعهم المخدرات بمقاهي أحيائهم "بالعلالي"مستغلين علاقتهم المشبوهة مع بعض رجال الأمن الذين يأتون أمام الملأ وبسيارة الأمن لأخذ مستحقاتهم كل مساء يوم.
ويطالب السكان والي أمن طنجة والذي تبث من خلال تدخلاته أنه لا يقبل بمثل هذه الخروقات التدخل العاجل لإرجاع الأمور إلى نصابها وذلك لوضع حد لنشاط هؤلاء المروجين وفتح تحقيق مع الجهة الأمنية التي تحمي مثل هؤلاء المخربين.