توجد المئات من سيارات نقل العمال والمستخدمين تتحرك في شوارع طنجة بالنهار والليل، وهذه السيارات يرتفع أعدادها بشكل كبير مع مرور السنوات بطنجة نظرا للطفرة الاقتصادية وافتتاح المعامل في المناطق الصناعية وازدياد أعداد العمال. وتزامن مع ارتفاع أعداد سيارات نقل العمال في طنجة، استفحال ظاهرة خطيرة وقاتلة في أحيان كثيرة، وهي ظاهرة السرعة المفرطة التي يقود بها بعض السائقين هذه السيارات، وهي الظاهرة التي أودت بحياة عدد من الاشخاص. أخر نتائج هذه الظاهرة المميتة التي التصقت بسيارات نقل العمال، هو ما حدث بشارع "عائشة المسافر" بحي الجيراري السبت الماضي، عندما دهست سيارة لنقل العمال طفلا صغيرا كان يهم بقطع الشارع برفقة والدته، بسبب سائق متهور كان يقود السيارة بسرعة مفرطة. وقد فتحت هذه الحادثة المؤلمة النقاش على ظاهرة السرعة المفرطة التي يقود بها سائقو سيارات نقل المستخدمين، على مواقع التواصل الاجتماعي بين الطنجاويين، الذين ألقى أغلبهم اللوم على تهور السائقين وجشع الشركات المسؤولة على هذا القطاع الذين يعمدون إلى تشغيل سائقين لا يحترمون قانون السير، حسب تعبير النشطاء على صفحة جريدة "طنجة 24" الفيسبوكبية. أحد النشطاء كتب معلقا على خبر حادثة السير التي راح ضحيتها طفل بالجيراري على صفحة "طنجة 24"، بأنه حان الوقت لقيام السلطات بمراجعة منح التراخيص لشركات نقل العمال، متهما هذه الشركات بالاستخفاف بأرواح المواطنين عن طريق التعاقد مع سائقين بدون خبرة، ومنهم من أصحاب السوابق العدلية. ويضيف معلق أخر، أن أغلب سيارات نقل العمال لا يحترمون قانون السير، وبعض السائقين يسوقون وكأن الطرق لهم وحدهم، ومنهم من يدخن ويطلق الموسيقى الصاخبة، متسائلا كيف يتم تشغيل هؤلاء وكيف يحصلون على رخص السياقة في الأصل. هذا وقد طالب عدد من النشطاء بضرورة تدخل المصالح المعنية لوضع قوانين صارمة وجزية في حق مخالفي قوانين السير، ومراجعة الرخص في هذا القطاع، لحماية المواطنين وأرواحهم، بعد سقوط عدد من الضحايا بشكل بريء.