ما تزال حالة الفوضى التي تنخر قطاع سيارات نقل المستخدمين في مدينة طنجة، يشكل مصدر تهديد لسلامة وحياة المواطنين، وآخر حالة من هذا النوع كانت عبارة عن حادثة سير مروعة حصدت روح طفل لم يتجاوز ربيعه السادس، جراء دهسه من طرف سيارة لنقل العمال على مستوى حي "الجيراري". وعاش شارع "عائشة المسافر"، وهو المحور الطرقي للحي، مساء أمس السبت، حالة استنفار جراء تعرض الطفل الذي كان يهم بعبور جانبي الشارع رفقة والدته، إلى دهس من طرف سائق متهور كان يقود عربته المخصصة لنقل المستخدمين بسرعة وصفها شهود عاينوا الحادث، بأنها "جنونية". وأكد شهود عيان، أن الجاني لم يحترم حق الأسبقية، الذي يفرض عليه التوقف ومنح الحق للمارة والسيارات العابرة على الجهة اليمنى مواصلة طريقها. حيث تسبب سلوكه المتهور في دهس الطفل، في حين نجت الأم هي الأخرى من تداعيات الاصطدام. وأضافت المصادر، أن الطفل، سقط مضرجا وسط بركة دمائه في الحين، ما خلق حالة من الاستنفار في الشارع الذي شهد وقوع الحادثة، فيما أصيبت الأم بصدمة قوية أمام مشهد سقوط فلذة كبدها. وطالما دق فاعلون في مجال نقل المستخدمين، ناقوس الخطر من حالة الفوضى التي يرزح تحتها القطاع، حيث يعتقدون أن الأمر راجع إلى عدم قيام الجهات المسؤولة بدورها فيما يتعلق بضبط عملية الترخيص للفاعلين الراغبين في دخول غمار هذا المجال. ويلخص الفاعلون في القطاع، الأسباب التي تشجع الفوضى في مجال نقل المستخدمين، هو كثر المتدخلين في مجال منح الرخص للفاعلين في مجال نقل المستخدمين، مؤكدين أن هذا الجانب ليس محدد في جهة واحدة، وإنما يظل الأمر موزعا بين مندوبية وزارة النقل وبين الولاية إضافة إلى الجماعة الحضرية. ومما يزيد في استفحال حالة الفوضى العارمة، حسب وجهة العديد من المهنيين، هو حصول بعض الشركات غير المؤهلة على تراخيص لدخول المجال، مما أثر سلبا على تكافؤ الفرص بين المهنيين فضلا عن تراجع مستوى جودة الخدمات في هذا القطاع. وهو ما يتجلى في بروز سلوكات باتت مبعث شكاوى المواطنين، لا تخرج عن سياق الفوضى العارمة، بسبب توظيف مجموعة من الشركات لسائقين غير مهنيين.