لا يزال حي حيضرة يعاني في صمت جراء واقع حال أبى إلا أن يعمر طويلا ، بنية تحتية منعدمة وقنوات صرف صحي موقوفة التنفيذ ، مسالك متهالكة غير المسلك الرئيس عند المدخل ، وشباب تمدرس وفكر ثم فكر ، ثم عبس واستنكر .. وبات يفكر في الرحيل عن موطنه صوب مدن أكبر .. تعددت الأسباب ، وتداخلت السياقات ، وطال الترقب والإنتظار غير أن ضيفينا قد عمرا طويلا وما من جديد يذكر . تعددت المبادرات وترافعت الهيئات الجمعوية ، وحققت مكاسب بتنسيق مع المؤسسات الوصية على مستوى النقل المدرسي رغم ما يعرفه من أكراهات وأحدثت مكتبة حي رائدة بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، تمدرس صغار المنطقة وباتو شبابا وطلبة جامعيين ومنهم من التحق بوظائف عمومية بفضل مجهودات على مستوى الشق المدرسي والتوجيهي نتيجة تواصل وتنسيق مثمر بين الفاعلين المدنيين بالمنطقة ومصالح عمالة المضيقالفنيدق ومؤسسات مانحة ، غير أن حال واقع المنطقة على مستوى البنية التحتية بلغ مبلغه من مسار عمر طويلا ، وغابت المشاريع التي من شأنها أن تستفيد المنطقة منها لتوطين الطاقات المحلية بها ، وهي المنطقة التي بُذلت لأجلها مجهودات كبيرة وامسى شبابها متمدرسا ، واعيا ، وحاملا لشهادات جامعية ومهنية . فرص ضائعة بالجملة فوتت على منطقة كان لها نصيب من مبادرات استهدفت شبابها وحققت نتائج كان بالإمكان أن تُستَثمر في رسم معالم المنطقة اجتماعيا واقتصاديا ، وفتح افاق لإستدامة النتائج المحققة بالمنطقة ، لكن يبدوا أن تعثر إحداث مشاريع بنيوية بها سيحول دون ذلك . لقاءات عقدت ، ومراسلات خطت ، وتدوينات سطرت ، وتعددت الأصوات المنادية بضرورة تجاوز الوضع القائم ، كان أخرها لقاء عقد بطنجة برئاسة السيد والي جهة طنجةتطوانالحسيمة ، لقاء تدخل به حميد الحداد فاعل مدني من المنطقة وقاطن بالديار الاوروبية في اطار تفاعل القاعة مع مجريات اللقاء ، تم تسليط الضوء عندها على معاناة حي حيضرة والإشارة الى حجم معانات الساكنة جراء غياب مرافق اساسية وتفاعل السيد الوالي ايجابا ، غير أن واقع المنطقة لازال لم يبرح وضعه . وفي لقاء أخر بلجنة القطاعات الانتاجية في اطار مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة الفلاحية والصيد البحري بحضور وزير الفلاحة ، عرج النائب البرلماني عبد النور الحسناوي على موضوع الاكراهات التي تعانيها المنطقة خصوصا بعد الحاقها بالمدار الحضري غير أن واقعها مازال لا يمت بصلة للمدار عينه ، اذ تغيب أدنى شروط الإلحاق ومع ذلك تم فرض الضرائب على الاراضي في وقت تعيش فيه الساكنة واقعا اساسه قلة الحيلة وضعف فرص العمل ليدعوا النائب الى اقتراح وبرمجت مشاريع تنموية تتماشى مع طبيعة المنطقة ، الأمر عينه ترتفع لاجله فاعلون جمعويون ومنتخبون عبر مراسلات مؤسساتية وأسئلة كتابية وشفهية بالمؤسسة التشريعية . هنا تطرح تساؤلات عدة ، كيف السبيل الى تدارك واقع المنطقة ، وهل من سبيل للتسريع من وتيرة العمل لأجل تنزيل كافة المشاريع المبرمجة بالمنطقة وإنجاحها ، وبالتالي تجاوز ما قد سبق والتفكير فيما هو أت ، استشرافا لمستقبل أفضل بتعاون بين كافة المتدخلين من مؤسسات وصية ومؤسسات منتخبة ومؤسسات مانحة ليقلع قطار التنمية بالمنطقة ويتم استثمار الطاقات البشرية المحلية الواعدة .