مهن بسيطة تنتعش خلال أيام عيد الأضحى ويمارسها شباب اغلبهم عاطل عن العمل أيام قلائل تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك، وهو مناسبة تعتبر بالنسبة لفئة عريضة من الشباب الطنجاوي خاصة العاطل منهم، فرصة لممارسة عدد من الأنشطة المدرة للدخل ووسيلة لتغيير روتين البطالة الذي يلازمهم لفترة طويلة من السنة، فقبل دخول عيد الأضحى تبدأ مجموعة من المهن المؤقتة في الانتعاش في أسواق مدينة طنجة وأحيائها. اذ يتوزع كثير من الشباب بين أنشطة تجارية وخدماتية من أهمها بيع علف الأكباش وشواء رؤوس الاضاحي يوم العيد.
ويعتبر بيع العلف والتبن من أكثر المهن جاذبية للشباب بمدينة طنجة، حيث يعمد الكثير منهم إلى نصب خيام بلاستيكية في جنبات الأحياء الشعبية على الخصوص، تكون بمثابة دكان صغير لعرض أكوام من التبن، طلبا لمصروف يومي أو لادخار مبلغ ينفع في الأيام القادمة. ويكون الشباب العاطل من أكثر الفئات انجذابا نحو هذا النشاط التجاري المتواضع نظرا لما يشكله من فرصة لجني مصروف يومي لا بأس به وكسب جانب من التفهم من جانب ساكنة الأحياء اتجاه التجمعات المكونة من مجموعة من شباب يتقاسمون معا الاستثمار في هذه التجارة، وفي هذا الصدد يقول "عبد السلام" الذي اعتاد كل سنة استغلال هذه المناسبة، إنه يشترك مع مجموعة من أصدقائه في بيع التبن والعلف منذ سنوات، وهي مناسبة يرى فيها إضافة إلى كونها تشكل مصدرا للدخل، فرصة للسمر مع أصدقائه داخل الخيمة البلاستيكية التي ينصبونها لهذا الغرض من دون أن يضطروا لتحمل النظرة الدونية لسكان الحي كما هو الأمر بالنسبة لباقي أيام السنة.
والى جانب عملية بيع العلف في الأحياء، يزاول بعض الشباب عملية مهنة بيع لوازم العيد التقليدية ك الشْوَايَة، والقطبان والسكاكين بكل الأحجام، وفتائل تساعد على إشعال الفحم الذي تنشط حركة بيعه في مناسبة العيد لشي لحم الخروف، وهناك آخرون يقومون بشحذ السكاكين القديمة حتى تصبح حادة
ويعتبر عيد الأضحى كذلك فرصة للربح حتى للصغار ، حيث تجد أطفالا دون العاشرة في أسواق بنديبان واجزانية وغيرها، وهم يحملون رزما من الحبال من أجل بيعها لمقتنيي الأضحية، إذ أن كل من يشتري كبشا يحتاج لحبل يجره أو يربطه به. ويقول أحد هؤلاء ل "طنجة 24"، إن نشاطه هذا هو في الأصل تعود فائدته لصالح أحد التجار، فهو يتفق معه على بيع هذه الحبال في ليأخذ في النهاية مبلغا بسيطا منه، ويتراوح ثمن هذه الحبال ما بين درهم ونصف إلى ثلاثة دراهم .
ولا تتوقف هذه النشاطات العيدية عند يوم التاسع من ذي الحجة، بل إنه بمجرد بزوغ صباح يوم النحر، يكون ملفتا للنظر مشهد شباب يتجمعون من أجل احتكار شواء رؤوس أكباش حي معين أو منطقة معينة ، وغالبا ما يسبق ذلك الاتفاق بين أفراد هذه المجموعات العيد بأيام أو بأسابيع، إذ يجمعون الحطب أو الأخشاب وهياكل براميل متآكلة في الأحياء استعدادا للعمل ويصل سعر شواء رأس كبش 30 دراهم في كثير من الأحيان.