ما تزال الحرب الدائرة في سوريا، تحصد المزيد من الشباب المغاربة المغرر بهم في صفوف التنظيمات الإرهابية، حيث لقي شاب ينحدر من مدينة تطوان، مصرعه، إثر غارة جوية نفذتها قوات التحالف الدولي على معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي. وحسب الكاتب العام للمركز المغربي لدراسة الإرهاب والتطرف، محمد بن عيسى، الذي يشغل أيضا مهمة رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، فإن الأمر يتعلق بشاب كان يدعى قيد حياته "علاء" ويبلغ من العمر 27 سنة وينحدر من أحد أحياء تطوان، وقد لقي حتفه في غارة جوية نهاية الأسبوع الماضي في سوريا. وكان الشاب التطواني قد توجه إلى الاراضي السورية منذ أزيد من سنتين، وانظم تحت لواء تنظيم ما يعرف باسم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وهو التنظيم الذي يعيش فتراته الأخيرة بعد اندحار أغلب قواته. وبسقوط الضحية الجديدة الذي تعود أصوله إلى تطوان، يكون هو ثالث حالة يتم تسجيلها هذه السنة، والثاني هذا الشهر، بعد العشرات من الشباب التطواني الذين راحوا ضحية القتال في سوريا منذ ابتداء الحرب. وشهدت السنة الماضية، 2016، مقتل ما يقرب من 10 أشخاص ينحدرون جميعا من مدينة تطوان، راحوا ضحية المعارك الدائرة في سوريا. ولا زال هناك العشرات من التطوانيين يقاتلون في سوريا إلى حدود اليوم. وكشف تقرير أمني سابق، أن المقاتلين في صفوف الجماعات الإرهابية بسورياوالعراق، غالبيتهم ينحدرون من مدن شمالي المغرب، حيث تعد مدينة سبتةالمحتلة، المصدر الأول للمقاتلين إلى الجماعات الإرهابية بنسبة 23 في المائة، من مجموع المقاتلين المنحدرين من شمال المغرب، الذين قصدوا العراقوسوريا في الأشهر الأخيرة. وحسب نفس المصدر، فإن مدينة طنجة صدرت نسبة من المقاتلين في صفوف الجماعات الإرهابية، بلغت نسبتهم 16.6 في المائة من المجموع المذكور، فيما صدرت مدينة تطوان نسبة 13.4 في المائة. وجاءت مدينة فاس في المرتبة الثالثة بنسبة 15 في المائة، فالدرا البيضاء بنسبة 13.8 في المائة، وسلا بنسبة 9 في المائة، فيما توزع النسبة الباقية 32 في المائة على حوالي 40 مدينة مغربية.